استحدثت القبائل في محافظة
مأرب، شرق
اليمن، مواقع جديدة لها على مشارف المحافظة، تحسباً لأي هجوم قد تنفذه جماعة "أنصار الله" المعروفة بـ"
الحوثيين".
وتحدث العديد من مسلحي القبائل، مفضلين عدم الكشف عن أسمائهم، عن الجاهزية القتالية التي تم إعدادها، حيث قسمت القبائل مقاتليها إلى ما يشبه الكتائب العسكرية، ووزعت المهام عليها وفقاً لطبيعة كل كتيبة.
وأضافوا أن "هناك كتيبة القنّاصة، وكتيبة التدخل السريع، وكتيبة الدفاع، وكتيبة الإنقاذ، وكتيبة الاحتياط، إلى جانب عدة سرايا كجيش احتياط، وتخضع كلها لتدريبات مكثّفة على شتى أنواع
الأسلحة ابتداء بالكلاشينكوف، وانتهاء بمضادات الطيران والدروع، والمدفعية الثقيلة".
وبحسب هؤلاء، تتولى عملية التدريب كوادر من أبناء القبائل الذين لديهم خبرة طويلة في هذه الأسلحة.
وأوضح زعيم قبلي أن "القبائل تتكفل بدعم وتجهيز هذه المعسكرات على نفقتها الخاصة، باعتبار ذلك، وفقاً للأعراف السائدة لدى قبائل تلك المناطق، ضمن الدفاع عن الأرض، والعرض، وكرامة القبائل".
ومنذ أيام، بدأ مسلحو القبائل بالتقدم نحو الخطوط الأمامية من عدة محاور غربي مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، مهمتها رصد تحركات مسلحي الحوثي الموجودين في مناطق الجفرة، وبلاد الجدعان.
ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، في أيلول/ سبتمبر الماضي، تشهد محافظة مأرب توتراً أمنياً، واستعداداً من مسلحي القبائل في المحافظة، تحسباً لهجوم جماعة الحوثي، التي ترفض القبائل وجودها على أرضها، في الوقت الذي توقفت فيه الاشتباكات في محافظة الجوف المحاذية لها، بعد أشهر من المواجهات الدامية بين القبائل والحوثيين، خلّفت مئات القتلى والجرحى من الجانبين.
وتتمثل أهمية محافظة مأرب في مجال الطاقة، حيث إنها محافظة صحراوية تستحوذ على مخزون البلاد الأكبر من النفط، وتوجد فيها مصفاة مأرب، التي تزود البلاد بجزء لا بأس به من حاجتها للمشتقات النفطية والغاز، كما توجد فيها محطة مأرب الغازية للكهرباء، وهي المزود الرئيسي للبلاد بالطاقة الكهربائية.