فشل القوى السياسية في حل أزمة فراغ السلطة في اليمن
صنعاء - أشرف الفلاحي04-Feb-1510:32 PM
شارك
الحكومة اليمنية والرئيس هادي استقالوا قبل أسبوعين - أرشيفية
أنهت القوى السياسية اليمنية اجتماعها الذي بدأ منذ عصر الأربعاء، دون التوصل لحل ينهي أزمة الفراغ في السلطة، الناتجة عن استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، تحت ضغط قوة الحوثيين، التي وصلت إلى فرض الإقامة الجبرية على هادي منذ أكثر من عشرة أيام.
وانتهت مهلة الأيام الثلاثة التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية اليمنية، الأربعاء، بهدف الاتفاق على سد الفراغ السياسي، فيما جرى تأجيل الحوار بين تلك القوى إلى الخميس، لحسم هذا الملف، بعد فشلها في التوافق على حل لهذه الأزمة المتفاقمة.
بنعمر يواصل مساعيه
بدوره، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر إنه يواصل مساعيه الحميدة لإيجاد حل للازمة السياسية التي يمر بها اليمن حالياً، وسط مشاورات مكثفة لإحياء العملية السياسية الانتقالية في البلاد.
وأعلن مكتب بنعمر في بيان له، أن المبعوث الأممي لليمن التقى، الأربعاء، مع عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى صنعاء، من بينهم سفراء كل من" فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا الاتحادية، وجمهورية إيران الإسلامية، والمملكة المتحدة".
وقال البيان إن مساعي بنعمر لاقت دعمًا من كافة السفراء من أجل تقريب وجهات النظر ومساعدة الأطراف اليمنية على التوصل لحل توافقي لتجاوز الأزمة الحالية.
حزب صالح يتمسك بالخيار الدستوري
من جهة أخرى، نفى النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام أحمد عبيد بن دغر، صحة الأنباء التي تتحدث عن تخلي الحزب عن الخيار الدستوري لأزمة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد منذ أسبوعين.
وأكد بن دغر أن "أي خيار مهما كان شكله أو مضمونه، قد يجري الاتفاق عليه بين الأطراف السياسية المتحاورة، لا بد أن يمر عبر مجلس النواب، وأنه لا تغيير ولا تراجع مؤتمري عن هذا الموقف".
وأوضح النائب الأول للمؤتمر في تصريح لموقع الحزب الرسمي، أن "التطورات والأحداث المتلاحقة تؤكد أنه لا مناص من حوار يؤسس لحل عاجل للأوضاع المتفجرة والكارثية في البلاد"، مخاطباً الحوثيين بأن "العودة للبرلمان للبت في استقالة الرئيس هادي، أمر لابد منه لضمان وحدة اليمن".
ولفت القيادي في حزب صالح إلى أن "حزب المؤتمر (الذي يرأسه الرئيس السابق علي صالح ) يتمسك بالحوار ويشجع عليه بين الفرقاء، منوها الى أنه "لا وسيلة أخرى غير الحوار لتجاوز الكارثة والانهيار المحتمل"، وفق تعبيره.
بنعمر يتآمر على تدمير اليمن
وفي السياق ذاته، هاجم القيادي الناصري محمد الصبري الأطراف التي تتحاور مع مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر تحت تهديد السلاح، ووصف أي اتفاقات تفضي إليها بأنها "اتفاقات إذعان"، ولن يقبلوا بنتائجها مهما كانت".
واتهم الصبري بنعمر في تصريحات صحفية أنه "إما لا يفهم المتغيرات الأخيرة، وإما أنه يتآمر مع المتآمرين على تدمير ما تبقى من الدولة".
وقال القيادي الناصري إنهم "يعتبرون القوى السياسية المتحاورة مع الحوثيين شركاء في هذه الجرائم وإن كان بطريقة غير مباشرة"، محملا إياهم "مسؤولية سلامة الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والأهلي وبقاء شرعية الدولة والقبول بها من الجميع في الأيام القادمة".
وانسحب التنظيم الوحدوي الناصري من جلسات الحوار التي يرعاها بنعمر، قبل يومين، بعدما هددت جماعة الحوثي بإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وفقا لأمين عام التنظيم.
إجراءات لنقل السلطة من قبل الحوثي
إلى ذلك، دعت اللجنة الثورية التابعة لجماعة أنصار الله أبناء الشعب اليمني إلى الاستمرار في العمل الثوري الداعم له، والخروج بمسيرات في مختلف المناطق اليمنية، لمساندة اللجنة الثورية التي جرى تفويضها بحسم الفراغ في السلطة من قبل التجمع الشعبي الذي نظمته الجماعة خلال اليومين الماضيين في العاصمة صنعاء.
وأكدت اللجنة في بيان لها "حرصها على العمل من أجل تحقيق أهداف الثورة ومطالب الشعب المحقة والمشروعة والعادلة"، معبرة عن "استعدادها لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، حتى لا تنزلق البلاد نحو الفوضى والانهيار، وتحديدا عندما تتخلى القوى السياسية عن واجباتها وعدم قدرتها على تحمل مسؤولياتها الوطنية".
ووفقاً لبيان اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، فإنها "بصدد الإعلان في الأيام القليلة المقبلة، البدء في إجراءات "وطنية ومسؤولة، وغير إقصائية" لترتيب أوضاع السلطة، بما يضمن ملء الفراغ الحاصل، وصولاً الى وضع آمن ومستقر قائم على مبدأ الشراكة في البلاد".
وسيطر الحوثيون في 20 من كانون الثاني/ يناير الماضي دار الرئاسة، ثم أبرموا اتفاقا جديدا مع الرئيس هادي، لكنه فشل مجددا، ما دفع بالرئيس إلى الاستقالة مع الحكومة.
ويعيش اليمنيون منذ أسبوعين تقريباً، من دون رئيس ولا حكومة، ما زاد المخاوف من انزلاق البلاد في مربعات العنف والفوضى.