يتابع الدبلوماسيون الغربيون في بيروت التطورات السياسية والأمنية والعسكرية في
لبنان باهتمام بالغ، في ظل التخوف من أن تؤدي الأوضاع المتفجرة في المنطقة إلى الإطاحة بالاستقرار الداخلي في لبنان.
ويطرح هؤلاء الدبلوماسيون في لقاءاتهم مع الشخصيات السياسية والإعلامية اللبنانية العديد من الأسئلة والاستفسارات حول دور
حزب الله في
سوريا، وانعكاس ذلك على موقعه في الساحة الشيعية، ودور الجماعات الإسلامية في لبنان والمنطقة، ومستقبل الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وما هي تداعيات المحكمة الدولية بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري على هذا الحوار، وهل ستستطيع الحكومة اللبنانية إدارة الشؤون الداخلية مع تعذر حصول الانتخابات الرئاسية؟
ويعبّر الدبلوماسيون الغربيون عن قلقهم من انتقال العنف في المنطقة إلى الدول الغربية ويسألون عن كيفية مواجهة التطرف والعنف ودور المؤسسات الدينية في هذا المجال.
ففي أي لقاء مع دبلوماسيين غربيين في بيروت تطرح بعض الأسئلة الأساسية ومنها حول دور حزب الله في سوريا وانعكاس هذا الدور على الوضع اللبناني وموقع الحزب في الساحة الشيعية وعلاقته مع
حركة أمل ودور الجماعات الإسلامية في لبنان والمنطقة، وهل يمكن أن تطيح التطورات المتلاحقة في المنطقة بالاستقرار في لبنان.
ويركزون على تفاصيل الوضع السوري في ظل عدم وجود سفارات غربية في دمشق وانتقال الاهتمام بالوضع السوري إلى السفارات الغربية في بيروت والقاهرة وإسطنبول.
ويطرح هؤلاء الدبلوماسيون أسئلة حول الحل السياسي للوضع السوري، وهل بالإمكان حصول مثل هذا الحل بدون الرئيس بشار الأسد، وهل ستقبل إيران وحزب الله بحلول سياسية على حساب الرئيس السوري.
وأما في تفاصيل الأوضاع السورية فيهتم الدبلوماسيون بموقف القوى اللبنانية من الوضع السوري وخصوصا في الساحتين السنية والشيعية، وعن العلاقة المستقبلية بين حركة أمل وحزب الله على ضوء الأوضاع السورية وعن الأصوات الشيعية المعارضة لدور الحزب في سوريا.
لكن الاهتمام الدبلوماسي الغربي تزايد مؤخرا بالجماعات الإسلامية وخصوصا بعد الأحداث الفرنسية والتخوف من انتقال العنف إلى الدول الغربية والمواجهات والأحداث المتنقلة في المناطق اللبنانية، ويسأل الدبلوماسيون عن كيفية التعاطي مع هذه الجماعات ومنع استمرار العنف والتطرف والدور الذي يمكن أن تقوم به المؤسسات الدينية المختلفة.
ومن ضمن اهتمامات الدبلوماسيين الغربيين في بيروت متابعة جلسات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله ونتائج هذا الحوار وانعكاساته على الوضع السياسي والأمني، وما هو تأثير جلسات المحاكمة حول قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري على الحوار؟ وماذا عن مستقبل لبنان في ظل تعثر حصول الانتخابات الرئاسية وماهي الحلول المتوقعة للأزمة الرئاسية.
ويبدي هؤلاء الدبلوماسيون اهتماما بالتفاصيل عن مسألة الحوار وخصوصا لجهة الانعكاسات العملية للحوار على الأوضاع الأمنية والخلافات السياسية، وهم يعبّرون عن ارتياحهم للأجواء الإيجابية الناتجة عن الجلسات التي حصلت حتى الآن وإن كانوا لا يخفون شكوكهم حول إمكانية التوصل إلى حلول شاملة لمختلف الأزمات في ظل تصاعد الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان والمنطقة.
ويسأل الدبلوماسيون الغربيون عن كيفية الاستمرار في إدارة الحكومة للوضع الداخلي في ظل الفراغ الرئاسي، وما هي الحلول المتوقعة للأزمة الرئاسية وهل بالإمكان الاتفاق على رئيس للجمهورية من غير الأسماء المطروحة.
وفي الخلاصة، فإنه من خلال اللقاءات مع الدبلوماسيين الغربيين في بيروت يشعر المراقب أن هؤلاء الدبلوماسيين ليس لديهم أجوبة واضحة وصريحة وحلول للأزمات القائمة في لبنان والمنطقة، وأن لديهم الكثير من الأسئلة والاستفسارات التي يبحثون عن إجابات ومعطيات حولها وخصوصا حول الأوضاع الإسلامية في الساحتين السنية والشيعية.
أما عن مستقبل الوضع اللبناني، فإن هؤلاء الدبلوماسيين يهتمون لاستمرار الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان وفي كيفية حماية هذا الاستقرار رغم المخاطر الناتجة عن الأوضاع في المنطقة، لأن بيروت تعتبر بالنسبة لهؤلاء الدبلوماسيين هي الأفضل والأكثر أمانا من عواصم المنطقة.
فهل سيظل هذا الأمان أم أن التطورات المتسارعة ستطيح بالاستقرار؟