قال المحلل المتخصص في شؤون الإرهاب، مايكل ويس، إن
الدولة الإسلامية انتصرت فعليا في المواجهة حول مصير الطيار
معاذ الكساسبة، وذلك بإرغام الأردن على التفاوض معها.
وأضاف أنها نجحت بدفع الأردنيين إلى الخروج إلى الشارع وانتقاد حكومتهم، مضيفا أن الدولة الإسلامية ستتعامل مع الكساسبة بشكل مختلف عن سائر الأسرى لديها، نظرا للتاريخ الطويل من الصراع مع عمّان.
ونشر موقع "سي أن أن" الأمريكي ما قاله ويس في مقابلة مع الشبكة الإخبارية، ردا على سؤال حول ما تريده الدولة الإسلامية من المفاوضات مع الأردن: "المفاوضات بحد ذاتها هي الهدف النهائي للتنظيم، بمعنى أنه يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية، وهو يرغب في الحصول على اعتراف الآخرين به كدولة والتعامل مع قيادته وكأنها حكومة قائمة بذاتها، وهذه هي الفكرة الأساسية من وراء إعلان قيام الخلافة".
وأضاف ويس وهو مؤلف كتاب "داعش: من داخل جيش الرعب" أن "الحصول على موافقة الأردن على إجراء مفاوضات حول مصير الطيار الكساسبة يهدف إلى دفع عمّان نحو التعامل مع التنظيم بشكل مباشر وليس نبذه وشن حرب عليه واعتباره حركة إرهابية".
وحول ما إذا كان من الخطأ التفاوض مع الدولة الإسلامية، رد ويس بأن هذا لم يمنع أمريكا من القيام بالأمر عينه، قائلا: "أمريكا ترى ذلك، لأن الرئيس أوباما عدّ أن داعش حركة إرهابية وليست دولة، ولا يجب التعامل معها".
وتابع: "تفاوضت أمريكا مع تنظيمات تعدّ إرهابية، مثل حركة طالبان، من أجل مبادلة جندي أمريكي كان أسيرا لدى الحركة بسجناء في غوانتانامو، وصنفت واشنطن طالبان منذ عام 2001 كحركة تمرد مسلح ولكنها مع ذلك فاوضتها، وداعش تراقب عن كثب هذه الأمور وتنظر إلى كيفية تصرف الدول التي تعمل على محاربتها، وما يظهر لها هو النفاق الأمريكي في هذا المجال".
ويرى ويس أن الدولة الإسلامية تمكنت من النجاح في مساعيها بإحداث شرخ داخل
التحالف الدولي، وقال: "من بين كل حلفاء أمريكا في المنطقة يبرز الأردن كبلد هو الأكثر تعاطفا مع الأهداف الأمريكية في محاربة الإرهاب وداعش ينظر إلى الأمر بشكل ذكي محاولا استغلال قضية الطيار الأردني لوضع العصي في عجلات التحالف الدولي".
وأضاف: "هذا يظهر من خلال المظاهرات التي خرجت في عمان لمطالبة الحكومة بالعمل على الإفراج عنه والتصريحات الصادرة عن والده، لقد خاطر الناس في الأردن بتوجيه انتقادات إلى الملك علما أن هذا الأمر يعتبر جريمة تستحق السجن، وبالتالي فإن داعش قد انتصرت فعليا، بصرف النظر عمّا يمكن أن يحصل لاحقا.. هذه المفاوضات تحظى بتغطية واسعة، ما يخدم المخططات الدعائية لداعش الباحثة عن شرعية دولية".
وحول امتناع "الدولة" حتى الساعة عن تلبية الطلب الأردني بتقديم دليل على حياة الكساسبة، قال ويس: "عدم وجود دليل حياة لدى التنظيم ليقدمه عن الكساسبة ليس إشارة جيدة، نحن لا نعرف مصيره، ولكن مستويات التفاؤل ليست مرتفعة".
وختم بالقول: "لدى داعش نظرة خاصة نحو الكساسبة بسبب جنسيته الأردنية، علينا أن نتذكر أن داعش هو خليفة تنظيم القاعدة في العراق، الذي أسسه الأردني أبومصعب الزرقاوي، الذي قتل بغارة أمريكية بمساعدة أردنية".
كما أن المجموعة الأساسية التي جلبها الزرقاوي معه لقيادة القاعدة في العراق كانت مكوّنة من أردنيين، وبالتالي فإن التنظيم سيتعامل بشكل مختلف تماما مع الطيار الأردني الذي يحتجزه، وفق المحلل الأمريكي.