اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "
حماس" موسى أبو مرزوق، ، إصدار محكمة
مصرية حكما على "كتائب
القسام" على أنها "منظمة
إرهابية"، انقلابا على التاريخ وأخلاق مصر ومبادئها التي وقفت إلى جانب حركات التحرر في العالم على مدار التاريخ.
وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قد أصدرت السبت، أمراً قضائياً بإدراج "كتائب القسام" على خانة "التنظيمات الإرهابية"، بدعوى "تورّطها في الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع أمنية وعسكرية للجيش والشرطة المصرية في سيناء".
وقال أبو مرزوق في تعليق له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ردا على إصدار المحكمة حكمها: "لقد سجل التاريخ لكتائب القسام تعاملها الراقي والحضاري مع المخابرات المصرية، حين تعاونت معها في ملفات شائكة، وكان النجاح حليفهما دون غدر أو سوء طوية، فهل أصبحت اليوم إرهابية؟".
وأضاف: "في سابقة هي الأولى من نوعها، تدرج محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، كتائب القسام كمنظمة إرهابية....لأول مرة في العالم العربي والإسلامي ومعظم دول العالم باستثناء (إسرائيل) ومن أوجدها ومن يدعمها في الغرب، تدان المقاومة الفلسطينية".
وأشار إلى أن التاريخ سجل وقوف مصر إلى جانب حركات التحرر الوطني في العالم العربي وأفريقيا بفلسطين خاصة، معتبرا هذا الحكم "انقلابا على التاريخ والحق الفلسطيني، وأخلاق مصر ومبادئها التي نعرفها" حسب تعبيره.
وقال أبو مرزوق: "معظم دول العالم، وخاصة العالم العربي، والإسلامي، تقف إلى جوار المقاومة دعماً وتأييداً، وهذا ما كنا نتوقعه من مصر، التي عانت من إرهاب الكيان الصهيوني، وأية معاناة!، فقد استهدفت (إسرائيل) المدنين في بحر البقر ومدن القناة، وقتلت الآلاف من جنود مصر الشهداء، بما فيهم المئات من الأسرى في سيناء".
وأضاف: "لقد سجل التاريخ لكتائب القسام وأخواتها من فصائل المقاومة الفلسطينية، صفحات من نور في مقاومتها للاحتلال، فقد أجبرت الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة، وهزيمته في ثلاث معارك حاول فيها أن يعيد قواته ويفرض سيطرته على قطاع غزة، وهكذا سارت الكتائب المظفرة لعدوها قاهرة".
وأشار إلى أن التاريخ سجل لكتائب القسام أسرها للجنود الإسرائيليين، وانجازها الكبير في تحرير مئات الأسرى، ولا زال في يدها وجعبتها الكثير لتنجزه على طريق تحرير الأسرى.
وقال: "كما سجل التاريخ لكتائب القسام أنها لم تستهدف ببندقيتها أيا من أبناء أمتنا ولا شعبنا، وخاصة في حق الشقيقة الكبرى مصر، لا جيشها، ولا رجال أمنها، ولم تتدخل في شئونها الداخلية قط".
وأضاف: "لم يثبت في حق كتائب القسام حادثة واحدة، أو رصاصة واحدة في أي اتجاه خاطئ، ولعل أحداث غزة 2007 والفتنة الداخلية التي حصلت كانت استثناءً أجبرت عليه الكتائب في دفاعها المشروع عن النفس والمقاومة ومشروعها في تحرير أرضها".
ولفت أبو مرزوق: "لقد سجل التاريخ لكتائب القسام أن حملات إعلامية كبيرة وظالمة من الإعلام والأقلام تتناولها خدمة لعدونا الصهيوني، وبقيت الكتائب على وجهتها، ولم تحد عنها، وبقيت في مواجهتها للعدو الصهيوني فحسب، دون ردات فعل على الحسابات السياسية الخاطئة للغير، معتقدةً ومتيقنة أن معركتها معركة فلسطين وتحريرها".