يواجه سكان المناطق التي يسيطر عليها الثوار في
حلب ارتفاعا مستمرا في أسعار الإمدادات، حيث لم يتبق سوى طريق واحد لدخول المدينة.
وبات طريق
الكاستيلو هو شريان الحياة الوحيد للمدينة، حيث يربط بينها وبين الريف. لكن السكان يقولون إن الطريق أصابتها أضرار جسيمة، وصار المرور فيها محفوفا بالمخاطر جراء قصف قوات النظام السوري.
وذكر أحمد مدني، الذي يقود مركبته على طريق الكاستيلو بصفة منتظمة، أن السائقين يرون جثثا في الأرض في كثير من الأحيان أثناء مرورهم.
وقال: "هلأ بالنسبة للدخلة على مدينة حلب ما ظل غير طريق الكاستيلو. هو الطريق الوحيد اللي يصل بين الريف وحلب.. هو الطريق حالياً الوحيد. وبيتعرض كثير للقصف هذا الطريق، وياما شفنا جثث بالأراضي يعني. عم نتعرض لكثير خطر، بس ما فيه غير هالطريق".
كان يمكن دخول حلب سابقا من خلال عدة طرق، لكن الثوار فقدوا السيطرة عليها بعد أن استطاعت قوات النظام السوري استعادة بعض المناطق في محافظة حلب.
وصارت طريق الكاستيلو قبل شهرين ونصف الشهر هي السبيل الوحيد لتوصيل الإمدادات إلى مناطق التي تخضع لسيطرة الثوار، وأدى ذلك إلى عدم انتظام وورود المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى السكان في المدينة. وارتفعت لذلك أسعار كثير من المواد إلى ما يقارب الضعفين.
يقول عبد الله، تاجر الخضروات والفاكهة: "أهم شي الطريق. يعني الرزق كثير كثير قليل. نهار فيه ونهار ما فيه. وارتفاع بالأسعار واللي معه بيأكل واللي ما معه ما بيأكل. لا شغل ولا عمل. وحسبنا الله ونعم الوكيل".
وأضاف أن سعر الكيلوغرام من البندورة (الطماطم) قبل شهرين ونصف الشهر كان نحو 100 ليرة سورية (0.50 دولار)، ووصل حاليا إلى 200 ليرة (دولار واحد).
ويخشى سكان أن يصبحوا محاصرين إذا فقد الثوار سيطرتهم على الطريق الوحيدة الباقية.
وقال علي حمدوش الذي يعمل في متجر يبيع المحروقات: "نحن هون أكثر شي منخاف منه أولاً تسكير الطريق. منخاف منه كثير يعني. إذا تسكر الطريق. منتحاصر يعني. ومتى تحاصرنا بتعرف أنت لا بتم أكل ولا بتم شي".
وأضاف أن ثمن المازوت وغاز الطهي بات يفوق إمكانات كثير من السكان. وقال حمدوش: "ثانياً المازوت. يعني شوف بعينك عم نندفأ على إيش. عم نتدفأ على الحطب. عم نكسر حطب. عم نقلع شجر ومنتدفأ عليه. مازوت غالي. ثاني شي الغاز غالي. خمسة آلاف الجرة. المواطن شلون بده يعيش. ثانيا الدواء. يعني نحن ما عم نؤمن دواء".
وتمكن الثوار خلال الأيام الماضية من استعادة بعض النقاط في ريف حلب الشمالي، ما أبعد مؤقتا شبح
الحصار، لكن الطريق لا يزال في مرمى قوات النظام السوري.