توقع جنرال
إسرائيلي بارز أن تتجه التنظيمات الإسلامية التي تسيطر على هضبة
الجولان السورية، إلى استهداف العمق الإسرائيلي في المستقبل.
وقال الجنرال إيتي بارون، قائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إن هذه التنظيمات وعلى رأسها "جبهة
النصرة" لا تعمل حالياً ضد إسرائيل لأنها مشغولة بتأمين تحقيق هدف انهيار نظام الأسد.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس نوه، بارون إلى أن أيدولوجية هذه التنظيمات تنص بشكل واضح على ضرورة السيطرة على دمشق، وبعد ذلك التوجه لـ "تحرير" القدس.
وأضاف بارون: "إنها مسألة وقت فقط قبل أن تشرع التنظيمات الإسلامية في استهدافنا انطلاقاً من هضبة الجولان، تماشياً مع أيدولوجياتها المتطرفة".
وشدد بارون على أن الجيش الإسرائيلي استعد لهذا التطور من خلال تدشين جدار على الحدود، فضلاً عن تدشين فرقة عسكرية جديدة مدربة على التعاطي مع الأوضاع الجديدة، ناهيك عن القيام بعدة إجراءات ميدانية لتقليص الأضرار الناجمة التي قد تنجم عن هذا التحول المتوقع.
وأضاف بارون أنه على الرغم من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بعيد عن حدود إسرائيل، إلا أنه قد طرأ تطور دراماتيكي على اهتمامات الاستخبارات الإسرائيلية به، مشيراً إلى أن تتبع وتعقب التنظيم في الآونة الأخيرة داخل أروقة الاستخبارات الإسرائيلية زاد بشكل كبير.
وشدد برون على أن كل النتائج التي يمكن أن تسفر عنها الأوضاع في
سوريا ستكون سلبية في سوريا، موضحاً أن نظام الأسد بات يسيطر على منطقة محدودة من سوريا فقط.
يذكر أن لواء الأبحاث الذي يديره بارون، يعد المؤسسة الأهم في مجال تقديم التوصيات الاستراتيجية لدوائر صنع القرار في إسرائيل.
وأضح بارون أن التحديات التي تواجهها الاستخبارات الإسرائيلية، تتمثل في أن هذه التحولات التي تتواصل في العالم العربي تحدث فجأة وليس بالإمكان توقعها.
ونوه إلى أن المشكلة الثانية التي تواجهها الاستخبارات تتمثل في صعوبة الحصول على معلومات استخبارية، حيث إن "العدو الجديد" يعمل من وسط تجمعات سكانية، أو يعمل تحت الأرض بحيث إنه لم يعد بالإمكان الحصول على معلومات عبر توظيف طائرات التصوير.
ورأى بارون أن هذا التحدي يزيد من الجهود الواجب توظيفها في الحصول على المعلومات الاستخبارية.
وأشار إلى أن التحدي الذي تقف أمامه الاستخبارات يتمثل أيضاً في وتيرة الأحداث المتسارعة، علاوة على توجه أعداء إسرائيل في توظيف الصواريخ في المواجهات ضدها، ما فاقم في حجم الضغوط على دوائر صنع القرار في اسرائيل وأدى إلى إجبارها على اتخاذ قرارات بشكل سريع.
واستدرك بارون قائلاً، إن التحول الذي أثر إيجاباً على عمل الاستخبارات الإسرائيلية يتمثل في توظيف التطور في المجال التقني في جمع المعلومات الاستخبارية، بحيث إن هذا التحول مكن إسرائيل من جمع معلومات استخبارية بحجوم غير مسبوقة.
واستدرك قائلاً: "هذا التحول فرض تحدياً على الاستخبارات، تمثل في التمييز بين المعلومات المهمة وتلك غير المهمة".
وأضاف بورون أن المشكلة التي تواجها الاستخبارات لم تعد تتمثل في الكشف عن الأسرار التي يخفيها العدو، بل تتمثل في حل ألغاز ليس لدينا حلول لها.
وضرب بارون أمثالاً على "الألغاز" التي ليس لها حلول، مثل الإجابة عن الأسئلة الآتية: "متى تقرر إيران التحول لقوة نووية؟ ومن الطرف الذي سيتولى مقاليد الأمور في سوريا بعد بشار؟ وماذا يحدث في ميدان التحرير في حال هاجمنا غزة؟ ومتى ستندلع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية ضد الاحتلال؟".
وعلى الرغم من أن برون يكشف عن أن الباحثين في لواء الأبحاث مختلفون بشأن مستقبل الأوضاع في العالم العربي، إلا أنه يؤكد أنه شخصياً يؤمن بأن العالم العربي سيواصل الاهتزاز بوتيرة عالية وأنه غادر منطقة الاستقرار إلى عدم الاستقرار لفترة طويلة.