كشفت محافل عسكرية
إسرائيلية النقاب عن أن دول التحالف الدولي ونظام بشار الأسد ينسقان في ما بينهما، في كل ما يتعلق بعمليات القصف التي تستهدف مواقع
الدولة الإسلامية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أمس عن المحافل قولها إنه على الرغم من أن الأمريكيين لا يقرون بالتنسيق مع قوات الأسد، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن دول التحالف تنسق مع جيش النظام، مشيرة إلى أن قوى التحالف تغض الطرف عن قيام سلاح جو النظام بقصف تجمعات للمدنيين السوريين في مناطق شمال شرق البلاد، وهي المناطق التي تستهدف من قبل طائرات التحالف.
وأوضحت المحافل أنه لولا التنسيق المسبق بين التحالف الدولي والنظام السوري لحدثت مواجهة بين الطرفين بكل تأكيد.
من ناحية ثانية، أبدت المحافل تخوفها من دلالات نجاح الدولة الإسلامية في إسقاط الطائرة الأردنية وأسر طيارها مؤخرا، مشيرة إلى أن الحادث يطرح تساؤلات خطيرة، منها: كيف تمكن التنظيم من إسقاط الطائرة؟ وهل استولى على مخازن سلاح تضم صواريخ مضادة للطائرات؟
وتكتسب هذه القضية أهمية قصوى لدى إسرائيل، على اعتبار أن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبر الأجواء السورية ساحة عمل رئيسة له، حيث تغير الطائرات الإسرائيلية على أهداف سورية، لا سيما مواقع عسكرية تدعي أنها تضم مخازن أسلحة معدة لحزب الله.
وفي السياق ذاته، قال المستشرق الإسرائيلي البارز رون فريدمان إنه على الرغم من التقدم الذي أحرزه الأكراد والجيش العراقي في مناطق من العراق، إلا أنه لا يوجد ما يؤشر على قرب نهاية الدولة الإسلامية، حيث إن وتيرة انضمام المتطوعين، سيما الأجانب للتنظيم أكبر بكثير من وتيرة ما يفقده في ساحات القتال.
ونوه فريدمان إلى أن القضاء على "الدولة" يتطلب القيام بخطوتين أساسيتين، هما: زيادة حدة القصف الجوي، وإغلاق المنافذ التي يسلكها المتطوعون الأجانب الذين ينضمون لصفوف التنظيم، لا سيما عبر تركيا.
وشدد فريدمان في مقال نشره موقع "واي نت" الإخباري أمس على أن الطائفة العلوية في
سوريا تمكنت من البقاء في حكم سوريا، على الرغم من انخراط عشرات الآلاف من المقاتلين السنة في الحرب ضدها بفضل حرص روسيا على ملء مخازن النظام بالسلاح، ناهيك عن دعم كل من إيران وحزب الله غير المتردد.
واستند فريدمان إلى تقديرات عسكرية إسرائيلية ليؤكد أن تنظيم جبهة
النصرة هو أكثر التنظيمات التي أفضت مشاركته في القتال إلى تراجع النظام في الكثير من المناطق، منوهة إلى أن الانتصارات التي يحققها التنظيم مردها إلى استعداده للتعاون والتنسيق مع التنظيمات الأخرى، وذلك بخلاف "الدولة".
وعن الأوضاع في لبنان، أشار فريدمان إلى أن هناك بوادر للانتفاضة شيعية هادئة ضد حزب الله داخل لبنان، بسبب مشاركته في الحرب في سوريا، منوها إلى أن الحزب تمكن من قمع هذه الانتفاضة حتى الآن.
وفي ما يتعلق بحركة حماس، أوضح فريدمان أنه على الرغم من أن إسرائيل خاضت الحرب الأخيرة على "حماس" في ظروف "مثالية"، إلا أنها فشلت في الدفع نحو انهيار التنظيم، علاوة على أن نتائج الحرب لم تساعد إسرائيل في الدفع نحو تسلم السلطة الفلسطينية مقاليد الأمور في قطاع غزة.