علّق مراقبون على قطع الرئيس
التونسي الباجي قايد
السبسي الأربعاء مراسم الاحتفال بعيد
الثورة في قصر قرطاج؛ بعد احتجاج أهالي شهداء الثورة وجرحاها على تهميشهم وعدم تكريمهم؛ بالخطأ البروتوكولي الفادح؛ الذي ما كان ليقع لو لم تكن هناك نيّة مسبقة لتجاهل قضاياهم ومحاولة طيّ ملفّاتهم نهائيا.
وقالت الناطقة باسم هيئة الدفاع عن شهداء الثورة وجرحاها، ليلى الحدّاد، لـ"عربي21": "إنّها رفضت حضور
عائلات الشهداء والجرحى اليوم بقصر قرطاج لسببين اثنين؛ أوّلهما أنّ الحملة الانتخابية لحزب "نداء تونس"؛ البرلمانية والرئاسية؛ خلت من أيّ نقطة تشير بالوضوح أو بشكل ضمني إلى الذين يعود لهم الفضل في تحقيق ثورة الكرامة والحرّية؛ لكنّها تركت للأهالي الحرية في الحضور".
إغلاق ملف الشهداء
وتابعت الحداد بقولها "إنّ قياديي "النداء" كثيرا ما تعرّضوا إلى شهداء المؤسستين الأمنية والعسكرية وشهداء الاغتيالات السياسية؛ خاصة منهم المعارض اليساري شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي؛ واعدين بالكشف عن القتلة؛ لكنهم تجاهلوا ملف شهداء ثورة 17 كانون الأوّل / 14 يناير ممّا يدلّ على رغبة واضحة في إغلاق الملف إلى الابد"
وأشارت إلى أن "حزب نداء تونس لم يكن لديه رغبة في التعامل مع ملف الشهداء والجرحى؛ الذي هو أصلا ليس من أولوياته"، لافتة إلى أن "هذه القضية أولوية وطنية، ولا يمكن بأيّ حال السكوت إزاءها؛ ولا يمكن تكريس الديمقراطية في ظلّ الإفلات من العقاب".
وأضافت الحداد أن "قصر قرطاج أراد اليوم سحب البساط من الشارع الرئيسي بالعاصمة الذي تبقى له رمزية إحياء ذكرى سقوط شهداء الثورة؛ وأراد أن يُحوّل المناسبة إلى احتفال بروتوكولي يتمّ خلاله تنصيب الرئيس المنتخب".
قطع البثّ المباشر
وأضافت أنّ "أهالي الشهداء والجرحى؛ انتفضوا بسبب استثنائهم من التكريم؛ وخلوّ كلمة السبسي من أيّ تعهد بالكشف عن القتلة وكشف الحقيقة وإنصافهم وإعادة فتح الملفات على اعتبار أن القضاء العسكري لم ينصفهم وبرّأ المتّهمين".
وبينت الحداد أن "أهالي الشهداء والجرحى رفضوا أن يكونوا مجرّد ديكور داخل القصر؛ خاصة أن مشاكلهم لا تتمثل فقط في التعويضات بل يرغبون في المحاسبة والمساءلة الحقيقية"؛ لافتة إلى أنّ السبسي "كان يهاجم العدالة ويريد طيّ موضوع المساءلة في ما يتعلّق بأحداث الثورة"؛ وفق تعبيرها.
وختمت الحداد حديثها بأنّ "العائلات رغم بساطة تفكيرها إلا أنها أعطت درسا لمن حاول ركوب الثورة وتنصيب نفسه وصيّا على تاريخها لكنّه تناسى أبطالها الحقيقيين"، مضيفة "للأسف قطعت القناة الوطنية الأولى؛ التي كانت تنقل المراسم حصريا؛ البثّ المباشر حين انتفضت العائلات؛ وما كان هذا يحدث في فترة الرئيس السابق؛ إذ كانت كل القنوات تبثّ مباشرة من القصر في أيّ مناسبة".
كرّم من أوصلوه إلى السلطة
من ناحيتها، قالت الكاتبة والناشطة بالمجتمع المدني نزيهة رجيبة "أم زياد" : "إن السبسي خيّر تكريم ممثلي الرباعي الراعي للحوار أي "من أوصلوه إلى السلطة"، مشيرة إلى أنه "كان ينبغي أن ينطلق التكريم بمن استشهد خلال الثورة".
بدوره، ذكّر المدوّن والناشط بالمجتمع المدني عزيز عمامو بمواقف وتصريحات السبسي خلال تولّيه رئاسة الحكومة في آذار / مارس 2011 حين كان يقول أنّ "القنّاصة إشاعة ومن يُمسك بقنّاص يأتيني به"؛ مضيفا أنّ "تجاهل السبسي لأهالي الشهداء والجرحى هو إقرار بأن هؤلاء هم قتلى الإشاعة لا غير"، وفق تعبيره.
أطراف مسيّسة
أما المستشار السياسي للسبسي محسن مرزوق؛ فقد اعتبر في تصريح صحفي أنه يتفهم احتجاجات بعض عائلات شهداء الثورة وجرحاها بقصر قرطاج اليوم"، مضيفا أنّ "الذين اتهموا الرئيس بعدم الالتزام خلال كلمته بإعطاء الأولوية لملف عائلات الشهداء والجرحى هي أطراف مُسيسة"، بحسب تعبيره.
يشار إلى أن الرئيس السابق منصف المرزوقي لم يحضر مراسم الاحتفال في حين حضر الرئيس الأسبق فؤاد المبزّع ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيسا حكومتي الترويكا حمّادي الجبالي وعلي العريّض وعدد من رؤساء الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية.