كشف مصدر يمني خاص عن فشل مساعي الرئيس
اليمني السابق علي عبدالله صالح بترميم علاقاته مع المملكة العربية السعودية، بعدما تخلت عنه الرياض على خلفية دعمه لتمدد مسلحي
الحوثي في إسقاط العاصمة
صنعاء وعدد من المدن اليمنية في
الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لــ"عربي21" إن "صالح أوفد عددا من المبعوثين إلى الرياض، لإبلاغها باستعداده للتعاون معها في إسقاط سلطة الواقع التي فرضتها جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، ومناهضة الوجود الإيراني الداعم للجماعة، إلا أن المملكة رفضت ذلك".
وأشار المصدر إلى أن "الرئيس اليمني السابق يحاول حالياً ترميم علاقاته بالسعودية، عبر بعث عدة رسائل لينفي تحالفه مع الحوثيين الشيعة، كان آخرها زيارة قام بها وزير الخارجية السابق أبو بكر القربي إلى الرياض في كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت، لإقناع حكام المملكة بذلك، إلا أنهم رفضوا ذلك، قابله ترحيب إماراتي بدعم صالح، بعدما توجه القربي إليها عقب رفض الرياض أي تجديد لعلاقتها بصالح".
وأكد المصدر اليمني أنّ "السعودية والرئاسة اليمنية تلقتا معلومات استخباراتية، تؤكد تورط رئيس اليمن السابق بالتحالف مع إيران، من خلال لقاءات ومباحثات أجراها عبر موفدين من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه، تمت في دبي الإماراتية، والعاصمة اللبنانية بيروت، مع مسؤولين إيرانيين وقياديين في حزب الله".
لقاءات في بيروت
وأوضح المصدر أن "من بين تلك اللقاءات، لقاء عقد في بيروت في تموز/ يوليو منتصف العام الماضي، بين شيخ قبلي وهو قيادي في حزب صالح الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع قيادات بارزة في حزب الله، وكان يزودها بالأسلحة خلال السنوات
العشر الماضية"، ولم يكشف المصدر عن الطريقة التي كان يتم عبرها تزويد الحزب بالأسلحة.
وبيّن المصدر أن "رئيس الكتلة البرلمانية لحزب صالح في البرلمان سلطان البركاني، التقى عقب توقفه في بيروت، بمسؤول الملف اليمني في اللجنة اليمنية الإيرانية أبي مصطفى وهو قيادي في حزب الله اللبناني، وكذلك بشخص أخر يُدعى الحاج علي إبراهيم صاحب استراتيجية "النفوذ الإيراني" في اليمن والمكونة من عشر نقاط، لم يفصح عنها المصدر.
وبحسب المصدر اليمني، فإن "البركاني تباحث مع الإيرانيين حول ملفات عديدة تخص العلاقة بينهم وبين رئيس اليمن السابق علي صالح، مقابل دعم مالي تقدمه طهران، يقابله أيضا زيارة رئيس مجلس النواب اليمني يحيى الراعي إلى العاصمة الإيرانية، الذي حدث في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2014".
وكان الرئيس اليمني السابق قد بعث رئيس كتلة حزبه في البرلمان سلطان البركاني إلى طهران في تموز/ يوليو من العام الماضي، أثناء اندلاع المعارك في محافظة عمران، شمال صنعاء، بين قوات من الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي المدعومة بقوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجله العميد قبل الإطاحة به من قبل الرئيس اليمني الحالي، وتعيينه سفيرا لدى أبوظبي، وانتهت المعركة في عمران بسقوطها في يد الحوثيين ومقتل قائد كبير في قوات الجيش اليمني مطلع تموز/ يوليو من العام المنصرم.
عرض إيراني لصالح
وعقب اقتحام قوات من الحرس الرئاسي التابع للرئيس اليمني هادي، مقر قناة "اليمن اليوم" وإيقاف بثها، بعد اتهامها بالتحريض على الانقلاب على حكم هادي، قدم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية المملوك لإيران ومقره في العاصمة اللبنانية، عرضاَ للرئيس السابق صالح بفتح مكتب للقناة مع أجهزة بث متكاملة في الضاحية الجنوبية من بيروت، إلا أن صالح وافق مبدئياً، ثم تراجع في اللحظات الأخيرة عن نقل القناة الى هناك، خشية تأكيد تحالفه مع إيران.
دعم عسكري للحوثيين
وبشأن علاقته المشبوهة مع الحوثيين، قال المصدر إن "صالح قدم دعما عسكرياً بالعتاد والرجال لجماعة الحوثي خلال عملياتها الحربية في إسقاط المدن بدءًا بمدينة عمران و صنعاء التي شهدتا معارك عنيفة بين مسلحي الجماعة المدعومين من قبل قيادات قبلية وعسكرية في حزب صالح ومقاتلين قبليين محسوبين على حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، ومرورا بمدن أخرى في وسط وغرب اليمن".
ولفت إلى أن "علي عبدالله صالح، عقد لقاءات سرية مع مندوبين حوثيين، يتم تغييرهم كل عشرة أيام تقريباً، خشية التعرف عليهم من قبل الأطراف اليمنية المناوئة لهما".
ويُتّهم الرئيس اليمني السابق علي صالح من قبل أوساط سياسية يمنية، ووسائل إعلام سعودية بدعم جماعة الحوثي المسلحة في إسقاط المدن في شمال البلاد، انتقاماً من ثورة 11 فبراير 2011 التي أجبرته على التنحي من الحكم، بموجب تسوية سياسية رعته دول مجلس التعاون الخليجي جرى التوقيع عليها في الرياض في أواخر العام ذاته.