خلفت العاصفة الثلجية التي اجتاحت
سوريا، وتحديدا
مخيمات النازحين بالقرب من بلدة
أطمة قرب الحدود التركية، خوفا وهلعا شديدين لدى النازحين وخصوصا بين النساء، فالبرد الشديد والسيول التي اجتاحت الخيام كانت سببا في إجهاض أربع نساء حوامل.
ففي مخيمات "رام الله" "والغيث" و"أم القرى" كان للنساء الحوامل المتواجدة فيها نصيب من هذه الحالات، فيما رفضت إدارة المخيم ذكر أسماء النساء اللواتي أجهضن، بناء على طلبهن.
وقال مدير مخيم "أطمة" أحمد فرحات لـ"عربي21" إن "الخيام المهترأة التي لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، وفلة المدافئ في المخيم، وعدم وجود مؤسسة طبية تفي بحاجات الأهالي، وحاجة أغلب العائلات للباس الشتوي لمواجهة هذه العواصف، كانت كفيلة بإجهاض بعض النساء".
وذكر أحد القائمين على المستوصف المتواجد في المخيم، رفض ذكر اسمه، لـ"عربي21" أنه "إضافة للبرد القارس، تعيش المرأة الضغوطات اليومية والحياتية والنفسية داخل المخيمات، هذه الضغوط على مستوى الوضع العام، فالعديد من النساء يقمن بنقل المياه من المناهل أو الصهاريج بالإضافة إلى دورات المياه البعيدة، ناهيك عن الغسيل والجلي بماء بارد".
كما بيّن أن "السبب الرئيسي يتمثل بعدم وجود الأدوية اللازمة والضرورية للنساء الحوامل، وانعدام الرعاية الطبية لهن (..) بسبب ضعف إمكانات المستوصف، ما أدى إلى حدوث هذه الحالات".
وأضاف أن المستوصف يعاني من نقص كبير في الأدوية والمعدات الطبية، حيث يقتصر عمل المستوصف على الإسعافات الأولية، كتضميد الجراح وغيرها من الأمور البسيطة. أما بالنسبة للعمليات الجراحية الكبيرة فلا يستطيع المستوصف القيام بها، ما يضطر أغلب المرضى للذهاب الى المشافي الكبيرة المتواجدة إما في بلدة أطمة أو معبر باب الهوى، لأنها تستطيع تقديم مثل هذه الخدمات".
يشار إلى أن أكثر من 45 ألف نازح يقطنون في تجمع مخيمات أطمة، ويتجاوز عدد النساء المتزوجات فيه سبعة آلاف امرأة، وسط مخاوف من ازدياد حالات الإجهاض، في ظل عدم الاكتراث والاتهامات بالتقاعس من قبل المنظمات والحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني السوري عن تقديم الخدمات والرعاية الصحية اللازمة للنازحين في المخيمات.