أعلنت مصادر طبية وشهود عيان أن موجة البرد التي تضرب شمال
العراق أودت بحياة سبعة من
النازحين العالقين في مدخل مدينة
كركوك، بينهم ثلاثة
أطفال، في وقت تواصلت ردود الفعل السياسية الغاضبة من تعامل محافظ المدينة مع الوضع.
وكشف معاون طبي في دائرة صحة كركوك عن معاينته لثلاث حالات وفاة حدثت لأطفال بسبب موجة البرد، مبيناً أن الأطفال المذكورين كانوا قد توفوا حين وصل فريق طبي إلى مكان تجمع النازحين عند مدخل المدينة.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن فريقاً طبياً وصل إلى سيطرة "مكتب خالد" على حدود مدينة كركوك لمعاينة الأوضاع في ظل موجة البرد التي تضرب المنطقة، مضيفاً أنهم عاينوا ثلاث جثث لأطفال توفوا وبدت علامات الانجماد على ملامحهم.
إلى ذلك، أكد محسن شلال الجبوري، وهو نازح من مدينة تكريت، أنهم أمضوا اليوم العاشر في طقس شبه متجمد عند مدخل مدينة كركوك، بانتظار سماح السلطات المحلية لهم بالدخول أو المرور نحو إقليم كوردستان.
وبين الجبوري في تصريح خاص أن مطالبهم تغيرت من السماح بإدخالهم إلى مجرد أخذ اطفالهم وحمايتهم من الموت بسبب البرد، داعياً منظمات حقوق الإنسان إلى تأمين حياة أطفالهم وإنقاذهم من الموت المحقق.
وناشدت نعيمة جواد الحياني، وهي نازحة من ديالى ومعها أربعة أطفال، "أصحاب الإنسانية" لأخذ أطفالها والحفاظ على حياتهم لحين انتهاء موجة البرد الحالية، مبينة أن مطالب جميع النازحين تتلخص الآن في إنقاذ الأطفال، وأنه وليس لديهم مطلب آخر.
وتابعت الحياني أنها كانت شاهدة على حالة وفاة لطفل لم يكمل السنة من عمره، وأن جميع النازحين حاولوا تأمين مكان دافئ له بواسطة الأغطية وحواجز كارتونية، إلا أن الطفل المريض أصلاً لفظ أنفاسه بعد تفاقم حالته الصحية وفشل الحصول على أي علاج أو مساعدة طبية.
إلى ذلك، اتهم البرلماني عز الدين الدولة محافظ كركوك نجم الدين كريم بتجاهل آلام ومعاناة الشيوخ والنساء والأطفال والعائلات التي لا تجد غير العراء ملاذاً، وغير الصد استقبالاً على مشارف كركوك.
وقالت الدولة في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه؛ إن حماية كركوك من أي محاولة تسلل لا يمكن أن تكون لافتة لإذاقة العائلات النازحة الذل والهوان، وهم على أبواب محافظة عراقية وليست أجنبية، داعياً القيادة الكردية والحكومة العراقية ومنظمات الأمم المتحدة للتدخل السريع لإنهاء هذه المأساة، وإلغاء قرار المحافظ؛ لأنه قرار لا يتفق مع مبدأ المواطنة ولا يتفق مع القيم الإنسانية، وفق قوله.
من جهتها، دعت البرلمانية عالية نصيف رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، إلى التدخل لإنقاذ العائلات النازحة التي يمنع دخولها لكركوك، موضحة أن تلك العائلات باتت ضحية لممارسات محافظ كركوك نجم الدين كريم وسلوكه غير المبرر.
وقالت نصيف في بيان صحفي إن هؤلاء النازحين يفترشون الأرض مع أطفالهم في مشهد يندى له جبين الإنسانية، متهمة محافظ كركوك بتركهم يموتون برداً رغم علمه أن فيهم أطفالاً ونساء وشيوخاً، كما قالت.