أحرز الثوار السوريون الخميس تقدما على جبهة "نبل" و"الزهراء" شمال
حلب، بعد أن شنوا هجوما على مواقع تمركز قوات النظام فيها.
وأفاد المتحدث الإعلامي باسم فيلق الشام؛ سامر جبس، أن فصائل المعارضة، تتقدمها جبهة النصرة، سيطرت على مدخل الدوار الأول ببلدة الزهراء، وخمسة أبنية في بلدة نبل، بعد قصف البلدتين بأكثر من 500 قذيفة هاون، ومدفع جهنم محلي الصنع.
وأشار جبس إلى "وقوع 16 قتيلًا على الأقل في صفوف قوات النظام، تمكنت قوات المعارضة من سحب جثثهم"، لافتا إلى أن قوات المعارضة استغلت حالة الطقس السيئة، وتلبد الغيوم في شن الهجوم.
بدورها أعلنت جبهة النصرة، عبر حساب "مراسل حلب" التابع لها بتويتر، أن جنودها قاموا بتدمير "حسينية" للشيعة داخل قرية الزهراء، بالإضافة إلى تفجير منزل كان يتحصن فيه عشرات العناصر التابعين للنظام.
وكانت فصائل من المعارضة تتقدمها جبهة النصرة، شنت هجومًا عنيفًا قبل أكثر من شهر على البلدتين، وتمكنت من السيطرة على منطقة المعامل المحيطة ببلدة الزهراء.
فيما نقل نشطاء إعلاميون أن حصيلة قتلى عناصر الجيش السوري والميليشيات التابعة له قارب على الخمسين، بينهم ضابط إيراني، بينما أكدت حسابات تابعة لجبهة النصرة أن قريتي
نبل والزهراء على وشك التحرير بالكامل.
على الجانب الآخر، قالت قناة روسيا اليوم إن هجوم "جبهة النصرة على نبل والزهراء باء بالفشل، وهو الأمر الذي أيده إعلاميون مؤيدون للنظام، مؤكدين سقوط عشرات القتلى من "الإرهابيين"، وفق قولهم.
بدورها، شنت وحدات تابعة للجبهة الإسلامية هجومًا بصواريخ "غراد" على مقرات تابعة للنظام السوري جنوب محافظة حلب وغربها، شمال
سوريا.
وذكر أحمد أبو حسن، المسؤول الإعلامي لجيش المجاهدين التابع للجبهة الإسلامية، أن تلك الوحدات استهدفت بهجومها ثكنات خاصة بجنود النظام السوري في المنطقة المذكورة.
وأضاف "أبو حسن" قائلًا: "الوحدات المعارضة ألحقت كذلك خسائر في صفوف قوات النظام، حيث طالت صواريخها الأكاديمية العسكرية التي تسيطر عليها تلك القوات جنوب حلب، فضلًا عن مقرات تابعة لهم في المنطقة ذاتها"، متابعا: "لقد تمكنت تلك الوحدات من السيطرة على مخزن الذخيرة التابع لقوات النظام في قريتي "الزهراء"، و"نبل"، وقامت بتدمير مركز العمليات في القريتين".
ويأتي التقدم على جبهة نبل والزهراء بعد سيطرة فصائل المعارضة، تتقدمها الجبهة الشامية، في اليومين الماضيين، على مناطق المجبل، والمناشر، والمياسات، على جبهة البريج، بالقرب من المدينة الصناعية شمال شرق حلب.
وتقع بلدتا نبل والزهراء المواليتان للنظام على طريق حلب - إعزاز الدولي، وتحاصرهما قوات المعارضة منذ ما يزيد على العامين، دون أن تتمكن من اقتحامهما، فيما تقوم قوات النظام بإلقاء الإمدادات لقواته في البلدتين المتجاورتين عبر الطيران.
طيران النظام السوري يواصل حملته على إدلب
في سياق متصل، لقي شخص مصرعه وجرح 20 آخرون، جراح معظمهم خطيرة، في قصف ببرميلين متفجرين، ألقتهما طائرة مروحية تابعة للنظام السوري الخميس، على بلدة "الهبيط" بريف
إدلب الجنوبي.
وتسبب القصف بدمار كبير في المباني والمحلات التجارية، في حين هرعت طواقم الدفاع المدني في البلدة إلى مكان سقوط البرميلين لإسعاف الجرحى ورفع الأنقاض، فيما تم نقل المصابين بجراح خطيرة إلى المشافي التركية الحدودية لتلقي العلاج اللازم.
وأوضح أبو شاهين - أحد سكان البلدة - أن "النظام لم يكد يرى انقشاع الغيوم جزئياً من سماء المنطقة، حتى أرسل طائراته لتقصف المدنيين". مشيراً إلى أن "البلدة الصغيرة - الخالية من مقرات لفصائل المعارضة، والتي كانت وجهة لنازحي ريف حماه الشمالي، بسبب أمانها النسبي - تعرضت للقصف خمس مرات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، وجرح العشرات، بينهم نازحون وأطفال ونساء".
ويأتي قصف بلدة الهبيط ضمن حملة القصف العنيفة التي تشنها طائرات النظام على قرى وبلدات ريف إدلب، بعد ما خسرت قواته معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معقلين لها في المنطقة. حيث أفاد رئيس الدفاع المدني في مدينة "معرة النعمان" "محمد ذكرى"، في وقت سابق، أن "النظام شن حوالي 200 غارة على ريف إدلب، في الأسبوعين التاليين لاندحار قواته بوادي الضيف والحامدية".
كما أفاد ناشطون أن حملة القصف شملت مدينتي "معرة النعمان"، و"كفر نيل"، وبلدات "كنصفرة"، و"سفوهن"، و"خان شيخون"، و"تل عاس"، في ريف إدلب الجنوبي، وامتد ليطال بلدات "اللطامنة"، و"كفر زيتا"، بريف حماه الشمالي. مشيرين إلى أن "النظام ينتقم بهذه الحملة، بسبب خسارته معسكري وادي الضيف والحامدية".
يذكر أن فصائل المعارضة السورية المسلحة - تتقدمها جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام، وفصائل من الجيش الحر - تمكنت، قبل نحو ثلاثة أسابيع، من السيطرة على معسكري "وادي الضيف" و"الحامدية"، بعد معارك استمرت ليومين، حيث تمت السيطرة، إثر تحرير أكثر من 20 حاجزا حولهما.