أظهر تقرير للاتحاد الدولي للصحفيين أن عدد الصحفيين الذي قتلوا، سواء خلال تغطيتهم الأحداث في ساحات القتال أو في عمليات قتل متعمدة أو هجمات بقنابل أو إطلاق نار في أنحاء العالم، ارتفع إلى 118 في 2014 من 105 في 2013. وقال الاتحاد أيضا إن 17 صحفياً آخرين لاقوا حتفهم في حوادث أو كوارث طبيعية خلال أداء مهام عملهم.
وتصدرت
باكستان قائمة أخطر الدول بالنسبة لعمل وسائل الإعلام حيث قتل فيها 14 صحفياً، في حين حلت
سوريا في المركز الثاني حيث قتل 12 صحفياً، بحسب إحصائيات الاتحاد.
لكن رابطة الصحفيين السوريين وثقت مقتل 54 صحفياً وناشطاً إعلامياً في سوريا خلال العام المنصرم.
وتختلف المعايير التي يتبعها الاتحاد ومعه منظمة مراسلون بلا حدود عن تلك التي تعتمدها رابطة الصحفيين السوريين ومنظمات سورية أخرى، حيث تقوم الأخيرة بإدراج
الانتهاكات ضد الناشطين الإعلاميين من غير المحترفين ممن يقضون جل وقتهم في العمل الإعلامي.
وجاء في تقرير للمركز السوري للحريات الصحفية التابع للرابطة أن "266 صحفياً وناشطاً إعلامياً" قتلوا منذ آذار/ مارس 2011، بينهم 54 قتلوا خلال عام 2014، في حين شهد الشهر الأخير من العام مقتل 4 صحفيين على يد النظام السوري في درعا.
وقال مدير المركز حسين جلبي إن هناك "ثمة معايير تعتمدها رابطة الصحفيين السوريين لتوثيق الانتهاكات التي تجري ضد حقوق الصحفيين في سوريا"، مضيفاً لـ"عربي21": "قد تختلف تلك المعايير في تفاصيلها عن المعايير التي تعتمدها المنظمات الأخرى وخاصة من جهة توثيق الانتهاكات التي تجري بحق الناشطين الإعلاميين أو من يطلق عليهم تسمية "المواطنين الصحفيين".
وأوضح جلبي أن الرابطة تعامل الناشط الإعلامي والمواطن الصحفي "معاملة الصحفي (المحترف) وذلك في مراعاة لخصوصية الوضع السوري، إذ إن المعيار هنا هو قيام هؤلاء بممارسة مقتضيات العمل الصحفي، دون الالتفات إلى كونهم صحفيين غير محترفين".
وذكر جلبي أن مركز الحريات التابع لرابطة الصحفيين السوريين يقوم بـ"توثيق الانتهاكات التي تجري بحق (الناشطين الإعلاميين) ما داموا يقومون بمهمة إعلامية سواء أكانت تطوعية أو من خلال ارتباطهم بمركز إعلامي ما، أو (عبر) القيام بإعداد مادة إعلامية حتى وإن كانت وحيدة لوسيلة إعلامية.. كل ذلك دون التفات لتوقيت قيامهم بالمهمة أو مكانها أو توقيت الاعتداء عليهم؛ لأن الرابطة تعتبر الإعلامي في مهمة إعلامية مفتوحة بسبب ظروف الحرب المفتوحة في سوريا، التي تجعل حصر العمل الإعلامي في توقيت محدد مستحيلاً".
من جهة أخرى، قال
الاتحاد الدولي إن كلاً من أفغانستان والأراضي الفلسطينية شهدت مقتل تسعة صحفيين، في حين قتل ثمانية في كل من العراق وأوكرانيا.
ومن بين الذين قتلوا الصحفيان الأمريكيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف، حيث ذُبحا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهما كانا قد خطفا في سوريا سابقاً.
وقال الاتحاد إن أرقامه تعد تذكيراً للتهديدات المتزايدة للصحفيين، وطالب الحكومات بجعل حماية أفراد وسائل الإعلام أولوية.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة: "حان الوقت لاتخاذ إجراء لمواجهة تهديدات لم يسبق لها مثيل للصحفيين المستهدفين، ليس فقط للحد من تدفق المعلومات لكن أيضاً لاستخدامهم على نحو متزايد للتأثير وضمان الحصول على فدى وتنازلات سياسية ضخمة من خلال العنف المطلق".
وأضاف بوملحة: "نتيجة لذلك، فإن بعض المؤسسات الإعلامية سئمت من إرسال صحفيين للمناطق التي تشهد حرباً خوفاً على سلامتهم، وسئمت حتى من استخدام المادة التي يجمعها العاملون بالقطعة في هذه المناطق. إن الفشل في تحسين سلامة وسائل الإعلام سيؤثر سلباً على تغطية الحرب، التي ستصبح أضعف بسبب الافتقار إلى وجود شهود مستقلين".