راوحت التسريبات من داخل حزب نداء
تونس حول تركيبة
الحكومة المقبلة، التي بات من شبه المؤكد أن ترأسها شخصية غير "ندائية".
فبينما تأكّد نهائياً عدم تسلّم نواب مجلس الشعب عن "النداء" حقائب وزارية، تظلّ طبيعة الحكومة والأسماء المقترحة مفتوحة على كل الاحتمالات.
وأفاد مصدر مقرّب من نداء تونس، رفض الإفصاح عن هويته، لـ"عربي21" أنّ نوّاب الحزب في البرلمان، الذين تعهّدوا بعدم استلام مناصب وزارية حين إعداد قائمات الانتخابات التشريعية في تشرين الأوّل المنقضية، اتفقوا على أن يكون رئيس الحكومة القادم شخصية من خارج "النداء".
تباين وجهات النظر
وأكّد المصدر أنّ هذه الشخصية ربّما تكون وزير الدفاع في حكومة الترويكا، عبد الكريم الزبيدي، في الوقت الذي كلّف فيه الرئيس المنتخب الباجي قائد
السبسي نواب حزبه بالبرلمان الأربعاء، في أوّل لقاء له معهم، بترشيح شخصية لرئاسة الحكومة المقبلة.
وأضاف أنّ حزب نداء تونس شهد في الفترة الأخيرة تجاذبات كثيرة، وصلت حدّ المشادّة الكلامية بين قياديي الحركة وخاصة داخل اجتماع المكتب التنفيذي الأخير، الذي غادره السبسي غاضباً ممّا حصل من تلاسن بين المجتمعين.
وأشار المصدر إلى أنّ تباين وجهات النظر سببه الرغبة الجامحة للطيّب البكوش، الأمين العام للحزب ومُرشّح الشقّ اليساري داخل النداء، في تولّي رئاسة الحكومة.
لكن اتفاق كتلة "النداء" داخل مجلس الشعب ولقاء قايد السبسي بنوّابه، أجهضا حلم البكّوش بدخول قصر الحكومة بالقصبة.
ويعتبر مراقبون أنّ 47 "نائباً ندائياً" بمجلس نواب الشعب، كانوا مسؤولين كباراً في حزب التجمع المنحلّ الذي كان يرأسه الرئيس السابق بن علي.
معارك الوزارة
وكشف المصدر أنّ تحفّظ الباجي قايد السبسي؛ رئيس "نداء تونس" السابق بعد تقديم استقالته، على شخصية الطيّب البكّوش؛ القيادي اليساري، سببه مواقفه الإقصائية الأخيرة تجاه حركة النهضة الإسلامية، التي صرّح بها في أكثر من وسيلة إعلامية.
ولعلّ أكثر ما يحتاجه حزب نداء تونس، الذي يستأثر برئاستي البرلمان والدولة في الفترة المقبلة،بحسب المصدر، هو التوافق مع أغلب الأحزاب الممثلّة في مجلس الشعب حول الشخصيات التي ستتولّى وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والقضاء.
وأكّد المصدر أنّ الاتجاه العام للحكومة، التي تجري المباحثات بخصوصها وسط تكتّم شديد، سيكون قائماً على الكفاءات الوطنية مدعومة بشخصيات حزبية، رغم طموح عدد من نوّاب "النداء" لتولّي مناصب وزارية.
وأشار المصدر إلى أنّ إصرار الشقّ اليميني (التجمّعيين والدساترة) في النداء، على النأي بكتلة النداء في البرلمان عن الدخول في معارك الوزارة، قابله رفض من الشقّ اليساري وبعض المستقلين، وهو ما جعل الأزهر العكرمي، الناطق الرسمي باسم حزب نداء تونس، يستقيل من مهامه دون توضيح الأسباب.
وكشفت تسريبات أنّ البكوش هدّد بالاستقالة من الأمانة العامة لحزب "نداء تونس" إذا لم يتمّ تكليفه برئاسة الحكومة.
لن تتجاوز الحكومة 35 حقيبة
وتابع المصدر أنّ سعيد العايدي؛ الوزير في حكومة السبسي في 2011، ومنذر بلحاج علي وخميس قسيلة غير راضين عن موقف الشقّ اليميني في "النداء"، مضيفاً أنّ الحكومة المقبلة لن تتجاوز 35 حقيبة بين وزير وكاتب دولة، وستكون المرأة مُمثّلة فيها بستّ حقائب. وربّما تكون بسمة الخلفاوي، أرملة المعارض اليساري شكري بلعيد، الذي اغتيل يوم 6 فبراير 2013، واحدة من بين المرشّحات لتقلّد منصب وزاري (وزارة المرأة).
كما أفاد المصدر أنّ حبيب الصيد؛ وزير الداخلية في حكومة السبسي 2011، ربّما يتقلّد المنصب نفسه في حكومة نداء تونس وقد يتمّ المحافظة على كاتب الدولة للأمن الحالي رضا صفر.
من ناحية أخرى، قال محسن مرزوق؛ مستشار الرئيس السبسي في تصريح صحفي، إنّ الهيئة التأسيسية لنداء تونس قرّرت أن يتولّى محمد الناصر؛ رئيس مجلس نوّاب الشعب، رئاسة الحركة بالنيابة إلى حين انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب في شهر يونيو أو يناير 2015.