وصف مدرب في رياضة التزلج على الماء قراره، ترك حياته الهادئة في كوستاريكا والسفر إلى
سوريا للقتال في صفوف المقاتلين
الأكراد ضد
الدولة الإسلامية، بأنه "تلبية لنداء الرب".
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "ديلي ميل" وصف الأمريكي دين باركر (49 عاما) قراره ترك عمله في مجال رياضة التزلج في مدينة زنكودا في كوستاريكا، واستبدالها ببندقية "إي كي –47" لقتال الجهاديين، بأنه جاء بعد مشاهدته تقريرا تلفازيا عن حصار اليزيديين في جبل سنجار من مقاتلي تنظيم الدولة.
وتشير الصحيفة إلى أن الأمريكي، المولود في ويست بالم بيتش في فلوريدا بعد سفره من أمريكا ووصوله إلى سوريا، انضم إلى "أسود
روجوفا"، وهي فرقة معروفة من المقاتلين الأكراد التابعة لقوات الحماية الشعبية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الكردستاني في سوريا.
ويبين التقرير أنه رغم عدم معرفة باركر بالقتال وكيفية استخدام السلاح، إلا أنه قرر حمل السلاح لقتال الدولة الإسلامية في سوريا. ويمشي باركر شاهرا بندقية "إي كي-47"، لكنه لا يشارك في العمليات القتالية الشرسة على الخطوط الأمامية.
يقول باركر للصحيفة: "عندما كانت الدولة الإسلامية تهاجم اليزيديين وهربوا للجبال، ذهبت مروحية عراقية، وكان عليها صحافي غربي لرمي الماء لهم، تدفق الأطفال والنساء وتجمهروا حول المروحية، والتقط المصور الصحافي أما وهي تمسك بيد ابنها البالغ من العمر 10-11 عاما، وكان على ما يبدو في ملابس المدرسة، وكانت تصرخ وهي تمسك به، وكان الولد ينظر للكاميرا، وشعرت بنظرة الخوف التي في عينيه بطريقة لم أشعر بها من قبل، وأصبحت مريضا وصرت أبكي دون توقف، وهو ما لم يحدث لي من قبل"، مضيفا: "عرفت أن عليّ الذهاب ولم يكن لدي شك بهذا قبل وصولي إلى هنا" أي سوريا.
ويجد التقرير أنه بالنسبة لباركر فقد كان هذا قرارا غيّر حياته بسرعة، حيث ترك عائلته وأصدقاءه، وحتى كلبه الذي يحبه.
وتذكر الصحيفة أنه بعد سفره إلى إسطنبول انتقل إلى منطقة كردستان في العراق، حيث وصل في تشرين الأول/ أكتوبر، ولكنه لم يخبر المقربين منه إلا بعد خمسة أيام من وصوله إلى العراق، حيث كتب ذلك على صفحته على "الفيس بوك".
وتنقل "ديلي ميل " عن باركر قوله إنه تريث قبل إخبار عائلته؛ لأنه كان يريد التأكد من أنه اتخذ القرار الصحيح. وفي رسالة له كشف أنه انتقل إلى روجوفا، وهي بلدة سورية قرب الحدود التركية، وبدأ بالتدرب إلى جانب المقاتلين الأكراد، مبينا أن "حزب الاتحاد الكردستاني يقوم بتدريبي حتى أكون قادرا على قتال تنظيم الدولة الإسلامية".
ويضيف باركر "الطريقة الوحيدة لتفسير كل هذا هو أنني سمعت نداء من الرب". ويصف الأكراد بالناس الرائعين "أشعر بأنني محظوظ، وليست لدي الكلمات لأقولها، غير أنني أحبكم أيها الأصدقاء، وأنني في أيد أمينة". ومنذ ذلك الوقت يقوم باركر ببذل الجهد لتلقي التدريب العسكري وتعلم اللغة الكردية.
ويوضح باركر "أنا برفقة عدد من الأجانب، والكثير من الأكراد يتحدث اللغة الإنجليزية، ومعظمهم يتحدث على الأقل لغتين، وهناك من يتحدث أكثر من لغة". ويقول إن ترحاله حول العالم ومعرفته حياة الناس منحاه "قوة عقلية"، بحسب الصحيفة.
ويلفت التقرير إلى أن عددا من أصدقائه أكدوا دعم قراره قتال الدولة الإسلامية، فيما أكد باركر أن الأكراد لم يأخذوه مباشرة إلى الجبهات الأمامية، بل إنه يتلقى تدريبات في المناطق الهادئة. ويقول "أنا بأيد أمينة، حيث يذهب الرجال الخبراء عسكريا للقتال في الجبهات"، موضحا أنه قد يستقر في مناطق الأكراد بعد الحرب. ووصف الأكراد بعائلته و"أتشرف بكوني هنا".
وتستدرك الصحيفة بأنه يفتقد هواية التزلج على المياه، وأقسم أنه سيذهب للتزلج في البحر الأسود بعد هزيمة الدولة الإسلامية، التي يعتقد أنها لن تتحقق قبل عامين.
وتشير الصحيفة إلى الأعداد المتزايدة من الغربيين الذين سافروا للقتال في صفوف الأكراد، تماما كما فعل آخرون وانضموا لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن من بين المتطوعين الذين اشتهروا غيل روزبيرغ، الكندية اليهودية التي انضمت لأسود روجوفا، وجوردان ميتسون، الجندي السابق الذي يقاتل في صفوف الحماية الشعبية الكردية، ويقود حملة تجنيد للأجانب ويدعوهم للسفر إلى سوريا. وهناك جيمي ريد من نورث لانكشاير- أسكتلندا، وجيمي هيوز من ريدينغ- بيركشاير، إضافة لأعداد من الأكراد الذين يعيشون في الخارج، حيث سافرت واحدة من الدنمارك واسمها جوانا بالاني (20 عاما)، وكذلك ماما كوردا من مدينة كرويدون جنوب لندن، التي اختفت في شهر آب/ أغسطس، وسافرت للقتال في عين العرب/ كوباني.