"
جبهة النصرة.. قلتم إنكم أتيتم لنصرة الشام.. فها أنتم تقتلون وتسرقون وتعتدون.. فما الذي غيّر الحال؟؟؟".. "اتركوا الشعب المسكين يعيش وخذوا إمارتكم وانصرفوا".. بهذه الشعارات خرج أبناء بلدة
بيت سحم في مظاهرتهم ضد جبهة النصرة، حيث عادت الصدامات بين أهالي المدينة في
جنوب دمشق المحاصر وتنظيم جبهة النصرة إلى الواجهة من جديد.
وقال ناشط ميداني من البلدة، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن خروج هذه
المظاهرات جاء بعد مقتل الشاب عدنان الهندي من بيت سحم على أيدي عناصر جبهة النصرة، حيث قامت مجموعة ملثمة تبين فيما بعد أنها تتبع الجبهة، بقيادة "أبو رامز"، بالهجوم على نقطة أمنية في البلدة. وأصيب أبو رامز خلال المواجهات من عناصر النقطة الذين تمكنوا من التعرف على هويته، لكنه تمكن من الفرار، فيما تعرض الهندي لإصابة توفي على أثرها فيما بعد.
وبيّن الناشط أن هذه النقطة الأمنية التي هاجمها عناصر النصرة مرخصة من الهيئة الشرعية باتفاق جميع الفصائل العسكرية، ومن ضمنها جبهة النصرة في البلدة.
وأدت وفاة الشاب عدنان الهندي أدى إلى غضب شعبي في بلدة بيت سحم التي شهدت سابقا صدامات شديدة بين الأهالي والجبهة على خلفية اتهامها بـ"التسلط" على البلدة. وتدخلت الهيئة الشرعية في جنوب دمشق لحل النزاع، وتم التوافق على تعيين الشيخ "أبو همام" للحكم والفصل في القضية بين الأهالي والجبهة، حسب بيان نشرته الهيئة.
يذكر أن بلدة بيت سحم من البلدات التي وقّعت هدنة مع النظام في جنوب دمشق، ويعدّ معبرها المدخل الوحيد للمنطقة الجنوبية، وتدخل من خلاله المواد الغذائية للبلدات التي أبرمت اتفاقات هدنة مع النظام.
ومعبر بيت سحم مغلق منذ الخامس عشر من الشهر الجاري، بعد اشتباكات دارت بين الثوار وقوات النظام السوري بالقرب من طريق مطار دمشق الدولي. وبإغلاق المعبر تم عزل الجنوب الدمشقي عن محيطه من جديد، وبدأت نتائج إغلاقه تظهر على أحياء المنطقة الجنوبية، من حيث أسعار المواد الغذائية، ناهيك عن فقدان بعض المواد التموينية الأساسية، يضاف إلى ذلك أزمة انقطاع المياه، والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان مدن الجنوب الدمشقي الذين تجاوز عددهم 100 ألف نسمة، كما صرح تجمع ربيع ثورة على صفحته الرسمية.