رفضت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين، المطالبة بحل تنظيمها الدولي، واصفة إياها بـ"غير المنطقية".
وكان العضو البارز في جماعة الإخوان بالأردن ارحيل غرايبة، قد دعا إلى حل
التنظيم الدولي للإخوان، مؤكداً أن الحركة الإسلامية معنية بالإقدام على خطوات استثنائية كبيرة تتناسب مع حجم الخطورة التي تحيق بها وبأمتها وبلدها على مستوى
مصر أولا، وعلى مستوى الإقليم بأكمله.
وقال غرايبة في مقالة له نشرتها صحيفة الدستور الأردنية الإثنين الماضي، إن التنظيم العالمي للجماعة "لم يكن في حقيقته إلا صورة شكلية، ولم يكن له دور حقيقي في الأقطار، وأوهم العالم أنه تنظيم عابر للحدود، وهو ليس كذلك"، على حد قوله.
وطالب جماعة الإخوان في مصر بـ"إعلان تنازلها عن كرسي رئاسة الجمهورية، وترك الأمر للشعب المصري كله... حفظاً للدم المصري، وحرصاً على مصلحة الدولة المصرية، ولو كان ذلك على حساب أعضائها وشهدائها ومعتقليها".
الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، وصف تصريحات غرايبة بأنها "رؤية شخصية بحتة، لا تعبر بأي حال إلا عن رأي صاحبها، ولا تمثل موقف الإخوان في الأردن وخارجها".
وأضاف لـ"عربي21": "نحن نقدر كافة الرؤى والتصورات المختلفة، ولا نحجر على الآراء، ونتقبل النصيحة من أي أحد، وكل شخص له رأيه الخاص به، إلا أن الجماعة لا تفكر في بحث موضوع حل التنظيم أصلاً".
وحول رؤيته للدور الذي يقوم به التنظيم الدولي للإخوان؛ قال منير إنه "يسعى لإحياء معنى الأمة الواحدة، وليس لإقامة الخلافة الإسلامية بالصورة التقليدية القديمة كما يُصورها البعض"، مؤكداً على "احترام خصوصيات وقوانين كل دولة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، أو التعدي على القوانين المحلية أو العالمية".
ورداً على مطالبة غرايبة إخوان مصر بالتنازل عن مطلب عودة "
مرسي"؛ أكد منير أن "الشرعية الشعبية تمثلت في الملايين التي اختارت الرئيس مرسي في انتخابات نزيهة وشفافة، وبالتالي فليس من حق الإخوان أو أي فصيل وطني آخر أن يسلب هذا الحق من الشعب".
وشدّد على أن تحالف دعم الشرعية لا يتمسك بشخص مرسي، وإنما بخيارات الشعب المصري الذي اختاره، مضيفاً: "مع كامل احترامنا وتقديرنا للرئيس مرسي، إلا أننا نؤكد أنه في منصبه الرئاسي يمثل الشعب لا الإخوان، وإذا علمنا ذلك؛ فإن مطالبة الإخوان بالتنازل تصبح ضرباً من العبث".
من جانبه؛ قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة محمد سودان، إن مطلب حل التنظيم الدولي للإخوان "غير مقبول، وخاصة أن هذا التنظيم لا يؤثر على القرارات الخاصة بفروع الجماعة في كل قطر".
وأضاف لـ"عربي21": "اللائحة الداخلية للتنظيم تمنح الحرية لكل قطر في أن يحل مشاكله مع نظام دولته بالطريقة التي تتناسب مع سياستها وخصوصيتها وظروفها السياسية والاجتماعية، شريطة أن لا يمس ذلك أساسيات العقيدة".
أما المحلل السياسي د. عزام التميمي؛ فقال إن تصريحات غرايبة لا تعدو كونها "مجرد آراء شخصية".
وأضاف لـ"عربي 21" أن الحديث حول حل التنظيم الدولي "أمر غير منطقي؛ لأن هذا الكيان مجرد مظلة تنسيقية، وليست لديه سلطات تنفيذية على التنظيمات القُطرية".
وزاد التميمي، المقرب من قيادات في التنظيم الدولي للإخوان، أن "المطالبة بحل التنظيم الدولي هو مجرد تعبير عن احتقانات وإحباطات موجودة لدى بعض رموز الإخوان في بعض التنظيمات القُطرية، نظراً لما تمر به الحركة قُطرياً وعالمياً من محنة ليست غير مسبوقة"، مشيراً إلى أن "من يدرس تاريخ الجماعة يجد أن مثل هذه المطالبات كانت تتكرر في ظروف مشابهة".
وتابع: "مظلة التنظيم الدولي اليوم في غاية الأهمية، وبدلاً من الدعوة إلى حلها ينبغي أن يُدعى لتفعيلها، للتنسيق والتعاون في صد الحملة الشرسة التي يقودها الصهاينة وحلفاؤهم من بعض الأنظمة العربية ضد الإخوان في كل مكان".