في أعقاب موجة الاستهجان التي ثارت على تصريحاته حول من هو المسلم والاكتفاء بنطق شهادة واحدة هي "لا إله إلا الله" سواء آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أم بالمسيح عليه السلام، أصدر
سعد الدين الهلالي، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة
الأزهر، بيانا قال فيه إن
الشهادتين أول الأركان الخمسة للإسلام.
وقال الهلالي في مقابلة تلفزيونية قبل أيام: "إن المسلم هو من سالم وليس من نطق بالشهادتين، بل إن من نطق بشهادة واحدة وهي أشهد ألا إله إلا الله صار مسلما بقول الكثير من أهل العلم، فهل سنحترم هذا الرأي أم نهمشه؟ إذا همشناه سنصبح أوصياء على الدين، فنحن مع القول الذي يرى أن من قال لا إله إلا الله صار مسلما، وكونه يؤمن بسيدنا محمد أو بسيدنا عيسى ويكتفي فهذا أمر يعود لقناعته ويُحاسب عليه يوم القيامة وعلى سلامة نيته".
وأوضح الهلالي أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر "أن دين الإسلام الخاتم مبني على الأركان الخمسة، والتي يأتي النطق بالشهادتين في مقدمتها، كما أكدت نصوص الكتاب والسنة أن إسلام المرء لا يتم ولا يكتمل إلا بهما معا" بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال الهلالي، في تصريح له اليوم "السبت": "إن شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركن وجزء لا يتجزأ مع شهادة التوحيد بلا إله إلا الله لتحقيق صفة الإسلام الخاتم الموصوف في قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا - المائدة: أية 3)، وحسبنا قوله تعالى (محمد رسول الله - الفتح: أية 29)، وحديث الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله" وعند البخاري: إيمان بالله ورسوله".
وأشار إلى أن بيانه العلمي هذا يأتي "لإزالة أي لبس أو شبهة ولقطع الطريق أمام المتربصين من أصحاب التيارات المتشددة والمتطرفة ومن يدورون في فلكها أو يدعمونها ظاهرا أو باطنا سرا أو علانية، والذين حرفوا ما ذكرته بشأن التوحيد"، لافتا إلى أن
مصر تتعرض "لمؤامرة بعض أوصياء الدين من أذناب جماعات
الإخوان والسلفيين الذين شوهوا الخطاب الديني في مصر منذ 100 عام بالتمام والكمال".
وأشار الهلالي إلى أن القضية التي طرحها في الإعلام مؤخرا "لا تتعلق بشأن المسلمين بالدين الخاتم، وإنما تتعلق بشأن غيرهم من أهل الكتاب، على أن ينتفع بعرضها الفقهي الأمين كل مصري غيور على بلده مهتم بحربنا ضد الإرهاب ويجد في بعض أوجهها ما يجمع كلمة المصريين جميعا في توحيد الله ويستثمره في التقريب بينهم وبث المحبة والتقارب ونبذ الفرقة والكراهية".