قال القيادي في الجماعة الإسلامية بمصر، وعضو
التحالف الوطني لدعم الشرعية، المهندس
عاصم عبد الماجد، إنه لم يدع إلى حمل السلاح في المظاهرات التي دعت إليها "
الجبهة السلفية".
وكانت "الجبهة السلفية" قد دعت
المصريين إلى الخروج بمظاهرات يوم 28 الشهر الجاري تحت عنوان "الثورة الإسلامية"، وتحت شعار "انتفاضة الشباب المسلم".
ونفى عبدالماجد -في بيان نشره الثلاثاء على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- صحة ما ادعته صحف ووسائل إعلام مصرية من أنه يحرض على ترك السلمية في مظاهرات 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، مؤكدا أن حواره مع صحيفة "الشرق" القطرية لم يرد فيه هذا المعنى.
وقال: "لم أتطرق لموضوع السلمية من عدمها في حواري"، مؤكدا أنه قال إن يوم 28 المقبل سيشهد تحولا في هُوية الثورة، أي أنها "ستكون إسلامية خالصة"، على حد قوله.
وتابع بأن "هذا لا علاقة له بالسلمية وعدم السلمية، وتلك مسألة أخرى لم أتطرق لها فى حواري"، معربا عن اعتقاده في الحوار -في الوقت ذاته- بأن المنطقة كلها في اتجاه الثورة الإسلامية المسلحة، بحسب رأيه.
وقال إنه يتفهم جيدا دوافع إخوانه في الداخل، التي تجعلهم ينحازون للنهج السلمي، وهو خيار وصفه بأنه "شرعي لا غبار عليه، يتمثل في الصبر على أذى المخالف، وعدم مبادلة العدوان بمثله"، على حد تعبيره.
وكانت صحيفة "الشرق" القطرية، نشرت حوارا مع عبد الماجد في عددها الصادر الاثنين، بعنوان: "عاصم عبد الماجد: 28 نوفمبر سيشهد تحولا نوعيا في هوية الثورة المصرية".
وقال عبد الماجد في الحوار إن "هذا التحول ناتج عن حالة القمع والبطش التي يتعامل بها النظام الانقلابي مع المتظاهرين السلميين، في الوقت الذي لم يوفر للمواطنين العاديين أي مقومات للحياة الكريمة".
واتهم عبد الماجد "النظام الانقلابي" بأنه "ذهب إلى أبعد من ذلك بأن باع مقدرات البلاد من مياه وغاز وأراض، حيث تساهل مع أثيوبيا".
وأوضح أن النظام الحالي "لم يعترض على بناء السد، وتنازل عن حصة مصر من الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط لقبرص، وأعطى مساحات شاسعة من الأراضي لمستثمرين إماراتيين لاستغلالها، بينما يعيش المواطن المصري في أسوأ حالاته الاقتصادية"، على حد قوله.
وانتقد -في الحوار- أداء جماعة
الإخوان في فترة حكمهم، وأيضا بعد الانقلاب العسكري، إذ عدّ أن "استراتيجيتهم المسالمة طيلة فترة حكمهم هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه".
ومُقوما أداء مرسي، قال: "الرئيس مرسي عضو في جماعة الإخوان، وجماعة الإخوان لديها فلسفة خاصة ومختلفة عنا، وهي أن تحصل على مكاسب وتحافظ على الثورة دون تضحيات، والجماعة الإسلامية كانت تعترض على ذلك، وتقول: أنت الآن تمتلك الشرعية الدستورية والشرعية الثورية، وبالتالي تستطيع الآن، وليس بعد الآن أن تبذل وتضحي من أجل الحفاظ على هاتين الشرعيتين".
اللجان الشعبية حرس ثوري
وفي حواره، أضاف عبدالماجد: "قلنا أيضا لهم إنه لا بد من قوة تحمي هذه الثورة، لكنهم رفضوا أن يناقشوا الأمر".
وأضاف: "عرضنا فكرة إنشاء الحرس الثوري، لكن الإخوان رفضوا ذلك"، موضحا أن الفكرة كانت أن نقوم بتدريب عناصر اللجان الشعبية التي تشكلت بعد ثورة يناير لكي يحموا الثورة، وقد كانت فكرة مشتركة بيننا وبين الإخوان، لكن عندما طرحناها نحن في العلن رفضها الإخوان".
ويُذكر أن وسائل الإعلام والصحف المصرية، الصادرة الثلاثاء، أبرزت هذا التصريح، لتدلل على أن الإخوان كانوا في طريقهم لتشكيل هذا "الحرس الثوري"، الذي أشار إليه عبد الماجد، دون أن يشيروا إلى تأكيده -مرتين في الحوار- أن الإخوان رفضوا ذلك.
كما أنه لم يشر إلى أن الحرس سيكون مسلحا، بل ربط تشكيله بـ"عناصر اللجان الشعبية التي تشكلت بعد ثورة يناير لكي يحموا الثورة".
وعن تحالف الجماعة الإسلامية مع الإخوان، قال عبد الماجد في حواره مع "الشرق القطرية": "الجماعة الإسلامية لم تتحالف مع الإخوان كإخوان، إنما دافعت عن الثورة والدولة والتجربة الإسلامية، ولو كان غير الإخوان أو فصيل آخر يعبر عن هوية الأمة، ويريد أن يحافظ على الثورة ومكتساباتها لأيدناه".
وعلل ذلك بالقول: "لأننا وقتها كنا في مصر في صراع بين الدولة العميقة المتحالفة مع العلمانية والليبرالية وبين الثورة الوليدة، وأي إنسان عاقل عنده حس وطني لا بد أن يختار التحالف مع الثورة"، وفق قوله.
وأعرب عن اعتقاده أن "عدم وجود قوة تحمي الثورة هو الذي تسبب في سقوط حكم الإخوان؛ لأن الإخوان لم يكونوا على استعداد للتضحية للحفاظ على الثورة، والسلطة والدولة، فهم منذ الـ54 قد اتجهوا نحو المنهج الإصلاحي الهادئ، الذي يبتعد عن الصدام"، وفق قوله.
وبالنسبة للانقلاب، قال: "المسألة أعمق من السيسي، وإن أمريكا هي التي خططت للانقلاب، ونحن سمعنا جميعا ما قالته السفيرة الأمريكية في مصر لقادة جبهة الإنقاذ قبل الانقلاب، إنكم إذا استطعتم أن تحشدوا 200 ألف في الشارع، وصمدتم ثلاثة أيام، فنظام الإخوان سيسقط، وهذا يعني أنه توجيه مباشر من قبل أمريكا لجبهة الإنقاذ".
ثورة إسلامية مسلحة
وحول توقعه للمستقبل في مصر، قال عبد الماجد: "الحرب لا تواجه إلا بحرب، فأن تكون جيوشٌ وقنابلُ ومدرعاتٌ في مقابل تظاهرات، أعتقد أن هذه المعادلة لن تستمر طويلا"، مضيفا أن "الشارع هو الذي سيتجاوز السلمية، وسيتجاوز هذه المكونات جميعها"، على حد تعبيره.
وشدد على أن السلمية -التي هي خيار التحالف- لن تستمر، ليس لأن التحالف سينقلب عليها، ولكن لأن الناس في الأيام القادمة ستكفر بالتحالف، وتكفر أيضا بالسلمية، وسيصبح التحالف غير مسيطر، وسيعد شيئا من الماضي، على حد قوله.
واختتم حواره بالقول: "الجيش الآن تغيرت عقيدته بشكل كبير، وقد سبق أن حذرت من هذا الأمر قبل الانقلاب، وقلت إن الجيش قادم لتغيير هوية مصر، وتغليب الأقلية النصرانية على الأكثرية، بمعنى أنه سيجعل في الأيام القادمة النصارى يحكمون مصر، وإذا كنت تعدّ هذا الأمر مستحيلا، فانظر للحوثيين في اليمن"، على حد قوله.