"من أجل أنّات الجرحى والمصابين، من أجل النساء والأطفال المحاصرين، لنقف معا ضد ظالم حرمنا من أبسط حقوق الحياة"، بهذه الكلمات بدأ ناشطون مدنيون في غوطة
دمشق حملتهم الإعلامية العالمية الجديدة، للمطالبة بفتح معابر وممرات إنسانية لبلدات الريف الدمشقي المحاصرة في غوطة دمشق الشرقية، وبلدات جنوب دمشق وداريا في
الغوطة الغربية لإغاثة تلك المناطق.
وبحسب الفريق المنظم لحملة "الغوطة يوميات موت"، كما أُطلق عليها، والتي ستستمر لمدة أسبوع من تاريخ بدئها، فإن الحملة ستركز على جوانب
الحصار المفروض بشكل تفصيلي عبر تقارير صحفية وحقوقية وإعلانات باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والتركية لتغطي معاناة المدنيين المحاصرين وتأثير الحصار على أوضاعهم الصحية والمعيشية وعلى الأطفال وتعليمهم، إضافة لتأثيره على حياة الأسرة المحاصرة نفسيا واجتماعيا، وتوصلها للمجتمع الدولي.
وقال المنظمون إنه سيكون لكل يوم من أيام الحملة موضوع خاص ستركز عليه التقارير المكتوبة والمرئية، حيث خصص اليوم الأول للحديث عن الحصار بشكل عام، في حين خصصت أربعة أيام لتسليط الضوء على الجوانب التعليمية والصحية والبيئية والاجتماعية، إضافة ليوم مخصص للحديث عن معاناة الأطفال وحياتهم في ظل الحصار، وما يترتب على ذلك من تبعات في المستقبل.
من جهة أخرى، فإن حملة "الغوطة يوميات موت" التطوعية تعدّ استمرارا لعدة حملات أطلقها ناشطون سابقا كحملة استنشاق الموت التي كانت في ذكرى مجزرة الكيماوي وحملة انتخابات الدم وكسر الحصار وغيرها.
وتترافق الحملة الإعلامية بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك "و"تويتر" لإغراق المواقع بمعلومات عن الحصار باللغات السابق ذكرها مع نشر "هاشتاغ" موحد للحملة بعنوان "#السجن_الكبير".
ويشرف على الحملة، بحسب الجهة المنظمة، ناشطون وإعلاميون مستقلون وعدة هيئات وشبكات إعلامية، أبرزها: اتحاد تنسيقيات
الثورة السورية وشبكة شام الإخبارية، كما أوضح القائمون أن الحملة تستند في إحصاءاتها إلى معلومات دقيقة من الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي أوضحت أن عدد الشهداء خلال فترة الحصار قد تجاوز 11844 بينهم 1409 أطفال، قضى 150 منهم نتيجة قلة الغذاء والدواء.
ويسعى الناشطون القائمون على الحملة إلى وضع قضية الحصار على الطاولة الحقوقية والإعلامية العالمية من جديد؛ للضغط على المجتمع الدولي، خصوصا بعد رفضه مؤخرا إدخال مساعدات إغاثية فورية للمناطق المحاصرة دون مواقفة النظام السوري، الذي يستمر في إغلاق جميع معابر الغوطة الشرقية للعام الثاني على التوالي، بهدف السيطرة عليها.
من الجدير بالذكر أن الحملة بدأت بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من الشهر الحالي، الذي تنظم فيه الأمم المتحدة العديد من الاجتماعات السياسية والأحداث والمعارض الثقافية المتعلقة بحقوق الإنسان.