قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن رقائق البطاطا "الكريسبس" والمشروبات الغازية مثل "رد بول"، أصبحت من الأشياء التي يقبل عليها
الجهاديون الأجانب لدى تنظيم
الدولة الإسلامية، والتي انتشرت بسببهم في العراق وسوريا، رغم ما يدعيه من بناء دولة تتبع نهج النبي محمد.
وتقول الصحيفة في تقرير أعدته مراسلتها في بيروت إريكا سولومون، إن أذواق المقاتلين الأجانب أحدثت تحولاً في
الاقتصاديات المحلية بالمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وتشير سولومون إلى أنه في الوقت الذي أغلقت فيه المحلات التي تبيع المشروبات الكحولية والسجائر أبوابها، انتعشت تجارة باعة المأكولات السريعة، ومحلات الملابس التي تبيع الزي العسكري ومتعلقاته، وكذلك محلات الهواتف النقالة.
وتنقل الصحيفة عن صالح من مدينة
الرقة التي يتخذها تنظيم الدولة عاصمة له، قوله "معظم الاقتصاد في مناطق الدولة الإسلامية متأثر ومدفوع بتلبية حاجات المقاتلين الأجانب، وكل شيء غير هذا يعد صفراً".
وتضيف الصحيفة أن معظم سكان الريف السوري لم يسمعوا قبل قدوم المقاتلين الأجانب عن الشراب الذي يمنح الطاقة مثل "ريد بول".
ويزعم التقرير أن أهالي مدينة دير الزور لم يحلموا يوماً ببيع ماركات الشوكلاتة مثل "سنيكرز" و"باونتي"، التي تعد الماركات المفضلة للمقاتلين الأجانب والقادمين من دول الخليج.
ويورد التقرير قول صاحب محل "هذه الماكولات السريعة بعضها لم يكن معروفاً أو كانت أشياء كمالية، لا يستطيع الكل الحصول عليها، ولكن عندما طلبها المقاتلون الأجانب، قمت بالطلب من تاجر الجملة الذي أتعامل معه تزويدي بها".
ويضيف صاحب المحل واسمه نسيم "يشتري المقاتلون ماركة رقائق البطاطا (برينغلز) وشوكولاتة (سنيكرز) ليتناولوها وهم على الجبهات"، ويبلغ سعر الصندوق منها 5.50 دولار وهو سعر فوق ما ينفقه السوريون العاديون لشراء حاجياتهم اليومية، وهو يوميا 3 دولارات.
ويبين التقرير أن أصحاب المتاجر والبقالات الصغيرة في مناطق تنظيم الدول،ة يشترون رقائق البطاطا من المناطق التابعة للنظام، ويضيفون 10% على السعر الذي تباع فيه بمناطقهم، حتى يغطوا قيمة الرشاوى التي يدفعونها على حواجز الجيش السوري، أما ألواح الشوكولاتة والمشروبات التي تعطي الطاقة فيتم إحضارها من تركيا.
ويقول نسيم للصحيفة إن تنظيم الدولة الإسلامية يفرض على السكان أحكام الشريعة، ويضيق على حياة الناس فيما يعيش أتباعه حياة مرفهة.
وتذكر الصحيفة أن السكان المحليين يقولون إن الراتب الأساسي الذي يحصل عليه المقاتل لدى التنظيم هو 215 دولاراً في الشهر، وهو ضعف ما يحصل عليه المواطن العادي، ويحصل المقاتل على حصة من غنائم الحرب وثلاثة دولارات يومياً لتغطية نفقات الطعام، وهناك علاوات مستمرة لهم.
ويقول صالح إن المقاتلين الأجانب "لا يسألون أبداً عن السعر، فالمال لا يعد مشكلة بالنسبة لهم"، بحسب الصحيفة.
ويفيد التقرير أنه في شرق سوريا، حيث لا يزال السكان يستخدمون أجهزة هواتف قديمة مثل نوكيا، تعرض المحلات التجارية آخر أنواع التلفونات النقالة "الذكية". وفي مدينة دير الزور، التي لا تزال تتعرض لحصار من القوات التابعة للنظام حيث تقصف 20 مرة في اليوم، إلا أن هذا لم يمنع التجار أن يجتازوا بأنفسهم النهر الوحيد؛ لإحضار تلفونات "سامسونج جالاكسي" و"أي فون".
وتنقل الصحيفة عن تاجر في دير الزور، قوله إنه أحضر آخر منتجات شركة آبل "أي فون6"، مشيراً إلى أن" رجال تنظيم الدولة، خاصة الذين جاءوا من دول الخليج، عندهم هوس في استخدام الهواتف النقالة". مبيناً "في كل مرة يخرج فيها موديل جديد يقومون ببيع المنتجات القديمة ويشترون الجديدة".
وترى الصحيفة أن أثر التنظيم ومقاتليه على الاقتصاد كان مدمراً لبعض القطاعات مثل
المقاهي، التي كانت تعد مركز الحياة في المدن السورية ولم تعد موجودة الآن. وتساءل شخص يدعى قاسم "ماذا ستفعل في المقهى، التدخين، لكنه أصبح محرماً"، موضحاً "يقوم التنظيم بمداهمة المقاهي بشكل مستمر، حيث كانت تعد رمزاً للنشاطات ولقاء المحبين، وقد أصبحت محرمة اليوم"، كما أن الفصل بين الجنسين قلل من الإقبال على المطاعم.
وتختم الصحيفة تقريرها بقول قاسم "كل المطاعم في الرقة أصبحت توصل الطلبيات للمنازل، إلا واحداً حيث يرتاده المقاتلون من تنظيم الدولة".