قال الرئيس المصري، عبد الفتاح
السيسي، في مقابلة مع صحيفة إيطالية إن بلاده مستعدة لإرسال
قوات إلى
دولة فلسطين في حال إقامتها، معتبراً أن ذلك سيسهم في إعادة الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيلييين.
جاءت تصريحات السيسي، في حوار أجرته معه، صحيفة "كورييري ديلا سيرا" إحدى كبرى الصحف الإيطالية، نشرته الأحد، وذلك أفي ثناء زيارته الرسمية إلى إيطاليا، التي يعتزم خلالها لقاء نظيره الإيطالي جيورجيو نابوليتانو، ورئيس الوزراء ماثيو رنزي، ورئيس الفاتيكان البابا فرانسيس.
وتأتي الزيارة إلى إيطاليا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، من أجل أن يشرح الرئيس المصري آخر التطورات في مصر، كما سيدعو إلى قدوم مزيد من المستثمرين الإيطاليين للاستثمار في مصر.
وذكر السيسي في حواره بالدور الذي أدته مصر في وقف إطلاق النار الأخير بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في حربها الأخيرة على غزة.
وبشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير في مدينة القدس، شدد السيسي على "ضرورة تجنب الدخول في حرب دينية"، مبيناً أن العنصر المطلوب للعمل عليه بهذا الشأن غير متوفر معظم الأوقات.
وأضاف أن هناك حاجة لضمانات أمن إسرائيل، وحاجة في الوقت ذاته لمنح الفلسطينيين أملاً بإقامة الدولة الفلسطينية، مشدداً على ضرورة تعزيز الثقة بين الطرفين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.
وفي هذا الإطار دعا السيسي الإسرائيليين إلى "عدم المخاطرة بأمنهم"، كما دعا الفلسطينيين، في هذه المرحلة إلى "عدم القيام بأي تحركات ضارة ومتهورة"، بحسب تعبيره.
ولفت إلى أن بلاده جاهزة للمساعدة في هذا الإطار، وقال "نحن مستعدون لإرسال قوات عسكرية داخل دولة فلسطينية. ستساعد الشرطة المحلية وتطمئن الإسرائيليين في دورها كضامن".
وأشار الرئيس المصري إلى أن نشر القوات سيكون للفترة اللازمة لإعادة الثقة بين الجانبين، لافتاً أيضاً إلى أنه بحث الفكرة بالتفصيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولفت السيسي خلال الحوار إلى أن بلاده تربطها علاقة صداقة قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى وجود تفاهم كبير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما كشف عن نيته زيارة الصين خلال رأس العام الجديد.
وقال السيسي "إن للإرهاب أوجهاً متعددة، وإن تنظيم داعش أحدها"، وأوضح أنهم يقومون بمكافحة الإرهاب بالطرق العسكرية، غير أنه في الوقت ذاته يرى أن الإرهاب لن يُهزم ما لم يتم مكافحة الفقر، داعياً إلى ضرورة العمل على الصعيدين بالتوازي.
وفي الشأن الليبي، قال الرئيس المصري إن الاستقرار في ليبيا يعدّ أولوية للجميع.
وحذر من أن تسود الفوضى في ليبيا وأن "الجماعات الجهادية تسعى لبناء قاعدة لها هناك"، وقال إن حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لم يكمل مهمته في ليبيا عقب سقوط نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
غير أن الرئيس المصري استدرك القول بأنه لا يعتقد أن هناك حاجة إلى تدخل عسكري جديد، مؤكداً أن "مصر لم ولن تتدخل عسكرياً (في ليبيا)".
وفي الشأن الداخلي المصري، وفي معرض رده على أسئلة حول الأحكام "القاسية" بحق أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وأحكام الإعدام، وفض اعتصام أنصارها في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة العام المنصرم، بالقوة، قال السيسي لمحاوره "أنت تبالغ بعض الشيء، لقد أُسقط مرسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، نتيجة ضغط من ملايين المصريين، وعقب ذلك كان يتوجب أن نستخدم قواتنا لاستعادة الأوضاع إلى طبيعتها".
واستطرد السيسي "كان بإمكان الإخوان المسلمين التعاون مع القوات المسلحة، ولكنهم على العكس من ذلك قاموا بمواجهتها بالعنف، وارتكبوا في ميدان رابعة العدوية أعمالاًً استفزازية ومخالفة للقانون، وبالتالي قمنا نحن بالتحرك بناء على طلب الشعب ووفقاً لمصالحه".
وحول محاكمة مرسي، قال السيسي إن القضية المقدمة بحقه هي قضية عامة، وهي في مرحلتها الأولى، مشدداً على أنه لا يتدخل في القضاء، وأن القرار يعود للمحكمة.
وبخصوص صحفيي الجزيرة المحبوسين في مصر، قال السيسي إنه لو كان يملك القرار بشأنهم، لكان قد أمر بترحيلهم خارج البلاد، مبيناً أن القرار يعود للقضاء.