حددت محكمة
مصرية، اليوم السبت، حجز دعوى قضائية تطالب بإغلاق معبر
رفح الحدودي بين مصر وقطاع
غزة الفلسطيني بشكل نهائي من الجانب المصري، للنطق بالحكم في 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، حسب مصدر قضائي.
وأوضح المصدر، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في منطقة عابدين، بوسط القاهرة، حجزت الدعوى التي تطالب بإغلاق معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، للحكم بجلسة 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وكان المحامي ناصر حسن، أقام دعوى أمام المحكمة، طالب فيها بالزام كل من رئيس البلاد ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الخارجية، بإغلاق معبر رفح الحدودي نهائيا من ناحية الجانب المصري، والزام المعلن إليهم بصفتهم بتنفيذ ذلك.
واستند المدعى فى دعواه إلى أنه بعد عمليات استهداف الجيش والشرطة منطقة فى سيناء (شمال شرقي البلاد)، واتهام حركة "حماس" بـ"الضلوع" في تلك الهجمات، وفق زعمه، وجب على السلطات المصرية إغلاق المعبر نهائيا.
كتائب القسام منظمة إرهابية؟
في الوقت نفسه، أجلت ذات المحكمة، نظر أولى جلسات دعوى تطالب باعتبار كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، "منظمة إرهابية"، إلى السبت المقبل، للاطلاع على المستندات.
واتهم مقدم الدعوى كتائب القسام بـ"التورط في العمليات الإرهابية داخل البلاد مستغلين الأنفاق القائمة على الحدود لدخول مصر، وتمويل عملياتهم الإرهابية، وتهريب الأسلحة المستخدمة للفتك بالجيش والشرطة وترهيب المواطنين في العمليات الإرهابية، التي تهدف إلى زعزعة أمن البلاد واستقرارها".
وزعمت الدعوى أن "آخر العمليات التي قامت بها الكتائب هو الهجوم على نقطة تفتيش كرم القواديس" الذي وقع في 24 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي، وأسفر عن مقتل 31 عسكريا، وإصابة آخرين.
يذكر أنه في مارس/ آذار الماضي، قضت محكمة الأمور المستعجلة (تنظر في مصر القضايا التي يخشى عليها من فوات الوقت) بوقف نشاط حركة "حماس" الفلسطينية، داخل مصر، واعتبارها إرهابية، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ على مقراتها داخل البلاد.
واستضافت القاهرة في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس الماضيين، مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني (يضم قيادات من حركة حماس) والإسرائيلي، أسفرت عن التوصل يوم 26 أغسطس/ آب، إلى اتفاق أوقف العدوان الصهيوني على غزة، والذي دام 51 يوما، مخلفا 2157 شهيدا فلسطينيًا، معظمهم مدنيون، مقابل 72 قتيلا إسرائيليا، معظمهم من العسكريين.
وفي 16 نيسان/ أبريل الماضي، قضت ذات المحكمة، بعدم الاختصاص في نظر دعوى تطالب بـ"حظر كافة الأنشطة الإسرائيلية في مصر" واعتبار إسرائيل "دولة إرهابية".
ويوم 24 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، شن مجهولون هجومًا استهدف نقطة عسكرية، بمحافظة شمال سيناء (شمال شرق)، أسفر عن سقوط 31 قتيلا، و30 مصابا، وفق حصيلة رسمية، وهو الأمر الذي أعلن على إثره الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فرض حالة طوارئ لمدة 3 أشهر مرفوقة بحظر تجوال طوال ساعات الليل، بمناطق في شمال سيناء.
وأغلقت السلطات المصرية، معبر رفح البري، الواصل بين قطاع غزة، ومصر، عقب الهجوم الذي تعرض له الجيش المصري.
وفي إجراء تبع الهجوم ذاته، بدأ الجيش المصري في إخلاء المنازل الواقعة على مسافة 500 متر بين مدينة رفح المصرية والحدود مع قطاع غزة (بطول 14 كيلومتراً)، قبل أن يقرر منذ أيام زيادتها إلى ألف متر، مبررا ذلك بـ"وقف تسلل الإرهابيين" إلى البلاد.
ويعاني قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة، من إغلاق المعابر وحصار إسرائيلي شديد منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة في حزيران/ يونيو 2007.
والخميس الماضي، قالت حركة "حماس"، إن "بعض وسائل الإعلام المصرية تحاول النيل من سمعتها وتاريخها ونضالاتها من خلال الزج بأسماء بعض قياداتها في أحداث سيناء"، نافية أي علاقة لها بهجوم كرم القواديس.
في الوقت الذي قال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، إن "جهات رسمية مصرية رفيعة المستوى أكدت لحركة حماس خلال عدة اتصالات جرت بينهما وكان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، على قناعتها بأن الحركة لا علاقة لها بالوضع المصري الداخلي".