قال السفير
الإسرائيلي الأسبق في الأردن، عوديد عيران، إن لقاء القمة الذي عقد في عـمّان الأسبوع الماضي، وجمع وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ومستضيفهم الملك عبد الله، ما هو إلا ضريبة كلامية، ولم يحقق سوى نتائج تكتيكية.
وبين عيران في مقاله في صحيفة "نظرة عليا" الإسرائيلية، الأربعاء، أن اللقاء يُضم إلى قائمة طويلة من اللقاءات المشابهة التي تمت في أماكن مثل مدينة العقبة في
الاردن وشرم الشيخ في مصر وواشنطن العاصمة وغيرها، وجميعها انتهت بدون تأثير حقيقي.
الأردن بحاجة للقاء
ونوه مدير معهد أبحاث الأمن القومي في إسرائيل، أن الملك الأردني كان بحاجة الى هذا اللقاء، "للاستمرار بالضغط على نتنياهو من أجل اتخاذ إجراءات تقلل من التوتر في
القدس، ولا سيما في منطقة الحرم والمسجد الاقصى"، حسب قوله.
ولفت عيران إلى الإجراءات التي اتخذها الأردن مؤخراً، من استدعاء للسفير الأردني من تل أبيب، وتصريحات الملك الحادة فيما يتعلق بهذا، مشيراً إلى أن الملك حقق المطلوب وظهر بمظهر المسؤولية والاعتدال داخل منطقة متوترة ومعادية ومتحولة.
أمريكا تبحث عن دورها
"ضيف الشرف، وزير الخارجية الامريكي جون كيري، استغل هذا الحدث من أجل تحسين مكانة الولايات المتحدة كدولة فاعلة في القضايا المركزية الثلاث في الشرق الاوسط في الوقت الحالي: الحرب ضد داعش، المفاوضات مع ايران حول مستقبل برنامجها النووي والصراع الاسرائيلي الفلسطيني"، يقول عيران.
وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي إلى تحركات كيري قبل اللقاء، حيث التقى الوزير الأمريكي مع "الغائب"، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل اللقاء، والذي وافق فيها على "التقليل من حدة الكلمات".
كما اتصل كيري مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن أنه مستعد لفعل كل شيء من أجل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ولم يقدم أي طرف تنازلات أو التزامات حقيقية وكبيرة.
مطالبات للطرف الإسرائيلي
أما الطرف الثالث في القمة وهو رئيس الحكومة نتنياهو، فيقول عيران إنه "بقي من أجل دفع الحساب".
وأشار عيران إلى طلب وزير الخارجية الأمريكي كيري ونظيره الاردني ناصر جودة، السماح لجميع العرب بالصلاة في المسجد الاقصى (بدون قيود على الاعمار)، ومنع الأعمال ذات الطابع السياسي من قبل الاسرائيليين مثل الزيارات الاعلامية.
لكن هذه الطلبات ستكون صعبة على نتنياهو، بحسب عيران، فإعطاء الشرطة الاسرائيلية الأوامر لمنع سياسيين إسرائيليين، وبعضهم من حزبه، للذهاب إلى المسجد الأقصى، مهمة صعبة وباهظة سياسيا لا سيما على خلفية الإشاعات حول تقديم موعد الانتخابات في إسرائيل.
وأضاف: "الهدف المعلن للقاء كان تهدئة التصعيد في الحرم، ولكن هل أعلن نتنياهو حول التزام معين ببناء وحدات سكنية في أحياء في القدس وراء الخط الاخضر؟ اذا كان الجواب نعم فانه من الواضح أن مشكلاته السياسية الداخلية ستزيد. واذا كان الجواب لا فان أي خطوة اسرائيلية جديدة في هذا السياق ستغضب الاطراف الاخرى وتتسبب بالاتهامات بأن اسرائيل تضر بجهود التهدئة في الحرم".