كشف جيش
الاحتلال المزيد من التفاصيل عن طرائق عمل وحداته العاملة في مجال
الحرب النفسية والإلكترونية ضد المقاومة والدول العربية، خلال الحروب والمواجهات العسكرية.
وقد سمحت قيادة جيش الاحتلال لإذاعة الجيش مساء الجمعة الماضي بإجراء مقابلة نادرة مع قائد "وحدة القتال الإلكتروني" في الجيش الصهيوني، والتي تتولى تخطيط الحرب النفسية وتنفيذها عبر الفضاء الإلكتروني ضد العالم العربي.
وأشار قائد الوحدة، وهو ضابط برتبة عقيد، أطلقت عليه القناة "أ" نسبة إلى الحرف الأول من اسمه، إلى أن وحدته قامت خلال حرب لبنان الثانية باختراق بث قناة "المنار" التابعة لحزب الله وبثت رسائل تمثل دعاية إسرائيلية، حيث عرضت الوحدة على شاشة "المنار" كاريكتاير استهزائي بحسن نصر الله، أمين عام حزب الله، وكتبت تحته أن أيامه باتت معدودة.
ونوه "أ" إلى أن وحدته قامت خلال الحروب التي شنت على غزة في 2008 و2012 و2014 باحتراق بث قناة "الأقصى"، التابعة لحركة حماس، وكذلك محطات الإذاعة المحلية وبثت رسائل عبرها باللغة العبرية تهاجم المقاومة، وتحرض الجمهور
الفلسطيني عليها، علاوة على محاولة المس بالروح المعنوية للجمهور الفلسطيني من خلال الحديث عن استعداد جيش الاحتلال لتنفيذا المرحلة الثانية من الحملة العسكرية.
وأضاف: "هدف الوحدة هو إيجاد وجع رأس للعدو، والمس بصدقيته أمام جهوره عبر التشكيك في روايته وجعلها رواية غير متماسكة".
وأضاف القائد: "السلاح الذي نستخدمه لا يقتل ولا يجرح، نحن لا نستخدم سلاح إبادة، لكننا نؤثر على
الوعي الجمعي للعدو وعلى مشاعره وشعوره بالأمن".
وتباهى "أ" بأن وحدته بإمكانها السيطرة على ترددات البث وعلى أية موجات
إلكترونية، وهو ما يمكنها من التشويش على بث قنوات التلفزة والراديو للعدو، والتشويش على الإرسال والاستقبال في شبكات الهاتف الخليوي.
وأشارت إذاعة الجيش المعروفة بـ "غالي تساهل" إلى أن أخطر العمليات التي نفذتها الوحدة كانت في مطلع العام 2007، عندما عملت على تعطيل منظومات الدفاع الجوي السورية، في الوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف منشأة البحث النووي السورية في منطقة "دير الزور"، أقصى شمال شرق سوريا.
يذكر أنه حسب نتائج مسح أجراه فريق من مركز "SDA" الدولي المتخصص في توظيفات الفضاء الإلكتروني، وشمل 23 دولة تعتبر الأكثر توظيفاً للفضاء الإلكتروني، فقد حلت إسرائيل في المرتبة الأولى من حيث توظيف الفضاء الإلكتروني في المجال الحربي.
وقد كشفت دراسة أعدها "المجلس الوطني للأبحاث والتطوير" في إسرائيل بالتعاون مع "المكتب المركزي للإحصاء" أن إسرائيل أنفقت في الفترة الممتدة بين عامي 2002 و2012 مبلغ 30 مليار شيكل(8.6 مليار دولار) على إجراء الأبحاث في مجال التقنيات التقدمة وأنماط توظيفها في الفضاء الإلكتروني.
وحسب التقرير، فأن حجم الناتج القومي المستثمر في الأبحاث الهادفة لتطوير أنماط توظيف الفضاء الإلكتروني تبلغ 4.3% من الناتج القومي الإجمالي، وهذا يدلل على أن إسرائيل هي أكثر الدول استثماراً في مجال الأبحاث في مجال التقنيات المتقدمة، في حين أن متوسط ما تنفقه الدول المتقدمة الأخرى يبلغ حوالي 1.8% من ناتجها القومي الإجمالي.