عادت أجواء التوتر وتبادل الاتهامات للعلاقات الفلسطينية في أعقاب
تفجيرات استهدفت أمس منازل لعدد من قيادات حركة التحرير الوطني الفلسطيني (
فتح) في
غزة.
وسارع عدد من الناطقين باسم حركة فتح إلى اتهام حركة
حماس بالوقوف وراء التفجيرات في محاولة للتشويش على استعدادات فتح للاحتفال بالذكرى العاشرة لرحيل زعيمها ياسر عرفات.
ولم تقع إصابات في صفوف أي من قيادات فتح الذين تعرضت منازلهم للاستهداف بتفجيرات.
وفي أعقاب التفجيرات ألغت
حكومة الوفاق الفلسطينية زيارتها المقررة يوم غد السبت إلى قطاع غزة.
ووصفت الحكومة الفلسطينية التفجيرات بـ"العمل الإجرامي" مضيفة أنه "بعيد عن أصالة المجتمع الفلسطيني والمفاهيم الوطنية وخطير جدا على صورة القضية الفلسطينية".
ولفتت إلى أن التفجيرات تأتي على النقيض من مشاريع الحكومة لإعادة إعمار القطاع ودمج المؤسسات الوطنية لإنهاء الانقسام".
بدورها استنكرت حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري التفجيرات وطالبت الأجهزة الأمنية في غزة بالكشف عن الفاعلين.
وكانت مشادات وعراك بالأيدي وقعت بين عناصر محسوبة على رئيس السلطة محمود
عباس وأخرى مؤيدة للقيادي المفصول من فتح محمد
دحلان خلال حفل تكريم لشهداء الحرب الأخيرة على غزة.
من جانبه لفت استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس الدكتور عبدالستار قاسم إن "الخصومة بين الرجلين، وحالة الاستقطاب الحادة بين أنصار كل طرف منهما في قطاع غزة، قد تؤدي إلى مثل هذه التفجيرات، وأن يتحول الصراع السياسي إلى ميداني".
وأشار قاسم إلى من الصعوبة توجيه أصابع الاتهام إلى أحد الأطراف قبل تحديد الأجهزة الأمنية والجهات المختصة بالتحقيق في قطاع غزة أصابع الاتهام لمن يقف وراءها".
ولم يتوقف المشهد في القطاع فحسب بل تعداه إلى اقتحام مجهولين على منزل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في الضفة الغربية وأحد قيادات (فتح) زياد أبو عين والاستيلاء على خزنة كبيرة من داخل منزله.
وأشار أبو عين في مشاركة على حسابه في الفيس بوك إلى أن الخزنة تحتوي على "وثائق سياسية وليس أموال وتزن اكثر من 150 كغ"
ولم يستبعد استاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور هاني البسوس، أن تكون هناك أيادٍ وصفها بـ"الخفية"، تعمل لصالح "زعزعة الداخل الفلسطيني، وإشغال الساحة بدوامة الفوضى والعنف".
ويقول البسوس: "من المستبعد قبل أن تنتهي التحقيقات، وملابسات الحادثة، الكشف عن هوية الفاعل، ولكن من الوراد جداً أن يقف وراء مثل هذه التفجيرات، أطراف تريد لقطاع غزة، أن ينشغل في الفوضى، والصراعات الداخلية، بعيداً عن الإعمار وتحقيق الوفاق".
وأضاف "هذه الأطراف تخدّم إسرائيل، فهي تزيد من عزلة قطاع غزة، وحرف المسار عن معاناة قرابة مليوني مواطن، وخلّط الأوراق في الساحة الفلسطينية"
ولفت إلى أن أهم اختبار أمام حركة حماس والأجهزة الأمنية في غزة، هو "تأمين مهرجان عرفات، والتأكيد على رسالة الوحدة الوطنية، حتى يبقى القطاع في منأى عن الفوضى".