قال مصدر قبلي إن اشتباكات عنيفة اندلعت الثلاثاء بين
القبائل وجماعة
الحوثي، في مديرية الرضمة بمحافظة إب وسط
اليمن.
وأشار المصدر في تصريح للأناضول، إلى أن الاشتباكات اندلعت عقب تسليم جنود من الجيش مواقعهم للحوثيين في المدينة.
وأوضح أن جنود اللواء 55 المرابط في مدينة يريم القريبة، والتي سبق أن سيطر عليها الحوثيون قبل أيام سلموا مواقعهم للحوثيين طواعية دون أي مقاومة.
واللواء يتبع قوات الحرس الجمهوري سابقا التي كان يقودها نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وسفير اليمن الحالي في الإمارات.
وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه المواقع هي مبنى المجمع الحكومي في المدينة ومدرسة شهداء الوحدة وموقعان عسكريان آخران فوق قرية الذاري خارج المدينة، والتي تعد من المناطق التي فيها موالون للحوثيين.
وتدور الاشتباكات وسط مدينة الرضمة، ويتبادل فيها الحوثيون من جهة والقبائل من جهة أخرى القصف بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وقد سمع دوي انفجارات إلى مسافة ثلاثة كيلومترات يُرجح أنها لقصف مدفعي.
وسبق أن خاض الحوثيون مواجهات من قبل مع القبائل التي يقودها الشيخ عبدالواحد الداعم المنتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام، وتم إيقافها من خلال لجان وساطة قبلية ورسمية.
الحوثيون يسعون للسيطرة على إقليم الجند
وحاول الحوثيون إحكام سيطرتهم على اليمن، من خلال السيطرة على إقليمي الجند (يشمل محافظتي إب وتعز)، وإقليم سبأ، الذي يشمل محافظات البيضاء، والجوف ومأرب، حيث تدور معارك كبرى منذ أيام، خاصة في محافظة البيضاء، معقل تنظيم
القاعدة.
وذكرت المصادر أن معارك طاحنة ما زالت مستمرة في محافظة البيضاء بوسط البلاد بين رجال القبائل والمسلحين الحوثيين الذين يحاولون إسقاط المحافظة، غير أن مسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة انضموا إلى القبائل في قتال الحوثيين، في الوقت الذي ما زال فيه الحوثيون وحلفاؤهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، يحاولون إسقاط محافظتي إب وتعز في إقليم الجند ولم يتمكنوا من ذلك خلال الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر محلية في البيضاء لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن هناك ما يشبه التحالف بين القبائل في محافظة البيضاء وعناصر تنظيم القاعدة المنتشرين بشكل واسع، من أجل منع الحوثيين من السيطرة على المحافظة التي تقع في وسط البلاد وتحد محافظة أبين الجنوبية.
وأشارت المصادر إلى مقتل أكثر من 100 من الحوثيين خلال اليومين الماضيين. ويأخذ القتال في البيضاء طابعا طائفيا ومذهبيا يرجع إلى إرث تاريخي للقتال بين سكان المناطق الزيدية والشافعية في اليمن.
وتشهد القبائل اليمنية مواقف متناقضة من أجل التطورات الحالية، في الوقت الذي تفيد فيه مصادر إلى أن زعيم المتمردين الحوثيين يستقبل، في كثير من الأوقات، وفودا من قبائل المحافظات الذين يعلنون تأييدهم له، وآخر هذه الوفود قبائل منطقة الحيمتين (الداخلية والخارجية) في محافظة صنعاء التي تقع على المدخل الغربي للعاصمة صنعاء.
"الحوثي" تمنع الجماهير من حضور مباراة لكرة القدم في إب
ووصلت تجاوزات الحوثيين إلى منعهم المواطنين والمشجعين من حضور مباراة "ديربي" بين فريقي الشعب والاتحاد بمحافظة إب في وسط البلاد التي يسعون، بكل الطرق، للسيطرة عليها وإخضاعها لسيطرتهم، رغم الاتفاقات التي وقعوها مع السلطة المحلية والقبائل برعاية محافظ المحافظة.
وتشير معلومات محلية إلى سعي الحوثيين الحثيث إلى السيطرة، أيضا، على محافظة تعز المجاورة لمحافظة لحج الجنوبية. وتواجه هذه المساعي بالرفض من السلطة المحلية والمواطنين.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن محافظ تعز، شوقي هائل، قوله: "إننا في تعز نحمد الله أن أوضاعنا الأمنية جيدة بفضل تكاتف جميع سكان المحافظة ومكوناتهم الاجتماعية والسياسية بمن فيهم (أنصار الله) مع الوحدات العسكرية والأمنية لتجنيب تعز الاقتتال والفوضى". وأضاف هائل أن "تعز قادرة على إدارة أمنها والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة الاجتماعية".
وقال إن "تعز ليست ضد أحد، ويجب العمل جميعا من أجل تعز، وأن نتناسى الخلافات، وتوحيد رؤانا لتجنيب المحافظة أي نوع من أنواع الصراع".
وتشهد أبرز القوى السياسية في اليمن انشقاقات وخلافات بسبب فرض الحوثيين مشاركتهم في الحياة السياسية بالقوة المسلحة واستمرار احتلالهم العاصمة صنعاء منذ أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي.
ووردت أنباء من مصادر في بعض الأحزاب والقوى السياسية أن هناك خلافات عميقة ورفضا من بعض الأحزاب والقوى السياسية لطريقة توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة واستئثار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، بعدد وفير من الحقائب الوزارية تتساوى مع حقائب أحزاب "اللقاء المشترك" التي كانت معارضة قبل أن تتولى رئاسة حكومة الوفاق الوطني.
وتشير مصادر سياسية مقربة من الرئاسة اليمنية إلى استياء مؤسسة الرئاسة من الأوضاع القائمة وعدم حسم موضوع التشكيل الحكومي الجديد الذي تم الاتفاق عليه مع الحوثيين وبقية الأطراف السياسية في اتفاق السلم والشراكة، واستمرار الحوثيين في بسط سيطرتهم على المؤسسات الحكومية ومنازل السياسيين ومقرات الأحزاب ومراكز المحافظات بصورة متواصلة.
إلى ذلك، بدأت جماعة الحوثيين المسلحة في حملة مداهمات ضد المعارضين لهم في محافظة الحديدة، غرب اليمن، التي شهدت اشتباكات مسلحة أسفرت عن قتلى وجرحى من الحوثيين وأتباع الحراك التهامي.
وقال قيادي في الحراك التهامي: "الحوثيون داهموا عدة أحياء في المدينة للبحث عن أشخاص أطلقوا الرصاص عليهم". وأضاف القيادي أن "هذه المداهمات تركزت في بعض أحياء مدينة الحديدة، خصوصا حي "حارة اليمن"، وذلك للقبض على أحد عناصر الحراك التهامي، ويدعى طه محمد عيسى الملقب بـ طه علمدار، المتهم بإصابة عدد من عناصر الحوثيين أثناء مواجهات الخميس الماضي".