لم تكن العملية الأخيرة التي قام عناصر في أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، والتي تضمنت
خطف وتصفية معتمد الرواتب في مدينة
إدلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري بعد السطو على بيته؛ سوى حلقة في سلسلة عمليات تكشفت مؤخرا، بينها حالة اختطاف وقتل طفلة تبلغ من العمر 11 عاما.
وكشف مصدر مقرب مما يسمى بـ"لجان الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري في مدينة إدلب، رفض الكشف عن اسمه، عن عملية
سطو مسلح أدت إلى مقتل معتمد رواتب الموظفين في المدينة محمد خير الشر.
وقال المصدر لـ"عربي 21" إن محمد وليد هرموش، وهو قائد كتيبة أمنية تتبع لفرع أمن الدولة في المدينة، قام برفقة عنصرين آخرين، وهما علاء نبعة وبشار نحات، بالتسلل الى بيت معتمد رواتب الموظفين في المدينة خلسةً بمساعدة خادمة كانت تعمل في المنزل، واتجهوا إلى مكان خزنة الأموال في المنزل، وعندما اكتشف أمرهم ادعوا أنهم عناصر أمنية جاؤوا لتفتيش المنزل بحثاً عن متفجرات بأمر من رئيس فرع أمن الدولة في المدينة.
وأضاف المصدر أن الضحية طالبهم بإذن التفتيش لكنهم لم يبالوا، فأخذوه مع النقود متجهين الى فرع أمن الدولة بحسب ما قيل لزوجة الضحية. وبعد اختفائه لأكثر من اسبوع توجهت زوجته للبحث عنه في الفروع الأمنية ومقرات "الشبيحة" لكن من دون جدوى، إلى ان تعرفت على العنصرين اللذين كانا برفقة قائد الكتيبة الأمنية محمد هرموش.
وتابع أن الزوجة أبلغت رئيس فرع أمن الدولة الذي قام بدوره باعتقالهم بعد محاولة هربهم من المدينة بهويات مزورة، واقتيدوا بعدها إلى فرع الأمن العسكري في المدينة للتحقيق معهم. وأقر العنصرين بجريمة قتل محمد خير الشر ورميه في أحد الأحياء شرق المدينة، بعد تعذيبه لساعات تم خلالها فقئ عينيه وقطع عضوه الذكري.
من جانبه، أكد مدير "تنسيقية مدينة إدلب" سائر الإدلبي، في حديث خاص لـ"عربي 21"، أن عناصر من الأمن العسكري وأمن الدولة توجهوا للبحث على الجثة، ليتبين أنها لم تكن الوحيدة، حيث كانت معها سبع جثث أخرى من بينها جثة طفلة في الحادية عشرة من عمرها. وكل الجثث تحمل آثارا مشابهة للتعذيب وطريقة القتل.
وكانت الطفلة قد خطفت الشهر الماضي من مدينة إدلب عندما كانت تلعب في إحدى الحدائق قرب منزلها. وتداولت الأخبار حينها أن قائد الكتيبة الأمنية ذاته هو من قام بخطفها واغتصابها ثم قتلها، لكن أهلها لم يستطيعو أن يفعلوا شيئا خوفاً من ردة فعله وجنوده الانتقامية.
وأضاف الناشط الإدلبي أن العنصرين كان قد تم التحقيق معهما من قبل الأمن العسكري، وأقرا بقتلهم لأشخاص آخرين بالقرب من منطقة بستان غنوم جنوب المدينة، وتم العثور على ثلاث جثث أخرى من بينها جثة لأمرأة.
ونوه الناشط الإدلبي إلى أن محمد هرموش مختف تماماً من المدينة، وأن حملات مداهمة واعتقال كثيرة جرت في المدينة بسببه، لكن قوات الأمن التابعة للنظام تقول إنها لم تجده، مرجحا أن عناصره قد قاموا بقتله قبل اعتقالهم ليتقاسموا المبلغ المسروق أو نتيجة خلاف قد يكون قد نشب فيما بينهم.
يشار إلى أن النظام السوري استعان بعناصر مدنية في المدينة وقام بتسليحهم وتدريبهم وأسقط عنهم وصف "الشبيحة" بعدما أسماهم بـ"لجان الدفاع الوطني" ليساعدوه في السيطرة على مدينة إدلب بعد معارك استمرت لأيام بينه وبين الثوار في نيسان/ أبريل 2012.