أكدت صحيفة هآرتس أنّ هناك تغيرا ملحوظا طرأ على سياسة
حزب الله في الآونة الأخيرة، تمثل في استئناف مقاتلي الحزب الأعمال العسكرية العلنية قرب الحدود مع
إسرائيل.
ونوهت الصحيفة، الإثنين، إلى أنّ هذا الأمر يملي على إسرائيل مراجعة للفهم الدارج في إسرائيل والقائل إن حزب الله لا يزال مردوعا من الجيش الإسرائيلي في أعقاب حرب 2006؛ وأنّه مردوع أيضا في ضوء القوة العسكرية الضخمة التي استخدمتها إسرائيل هذا الصيف في غزة، وأن الحزب غير معني بالمواجهة مع إسرائيل لأنه غارق فوق الرأس في الحروب في
لبنان، في سوريا وفي العراق.
ودللت على ما ذهبت إليه بحادث زرع العبوتين الأخيرتين الذي قام به حزب الله؛ مشددة على أنّ هذا السلوك كفيل بأن يعكس ثقة متزايدة بالنفس لدى حزب الله، على خلفية التجربة الميدانية الواسعة التي راكمها مقاتلوه في الحرب الأهلية في سوريا.
ونوهت الصحيفة إلى أنّ هذا العمل له احتمال آخر يتمثل في رغبة في صرف الانتباه عن الصراع الداخلي في لبنان، والذي تتكبد فيه المنظمة الخسائر وكذا محاولة (أعلن عنها حزب الله على الملأ قبل بضعة أشهر) لتثبيت ميزان ردع جديد حيال إسرائيل، بحيث لا تواصل هذه العمل ضده في نطاق لبنان، بحسب الصحيفة.
وأضافت أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم مرات عديدة في السنوات الأخيرة قوافل سلاح من سوريا إلى لبنان، وكانت إحدى هذه الغارات في نهاية شباط هذه السنة في الأراضي اللبنانية.
واستدركت بالقول إنّه سيتعين على إسرائيل أن تفكر بحذر كيف ترد في حالة قوافل سلاح أخرى، وذلك على خلفية رفع مستوى ردود فعل حزب الله.
وتساءلت الصحيفة بشأن التطورات الأخيرة التي قام بها الحزب وما الذي يسعى حزب الله لتحقيقه من خلال عملية مباشرة كهذه.
وأجابت عن هذا التساؤل بمجموعة من التساؤلات قائلة: "هل التجربة التي راكمها في سوريا تترجم أيضا إلى أساليب قتال جديدة ومفهوم عمل مختلف، في حالة اشتعال مستقبلي مع إسرائيل؟ وكيف ترى المنظمة مثل هذه المعركة استنادا إلى تسلحها المكثف بالصواريخ قصيرة المدى ذات الرؤوس المتفجرة الكبيرة؟ (خطوة كفيلة بأن تشهد على جاهزية لأحداث جسيمة على نحو خاص)".
وبرغم التطمينات من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وجهاز الأمن بعدم وجود تشخيص في هذه المرحلة يلحظ تغييرا جذريا في مصالح حزب الله أو في خططه، والمنظمة لا تعتزم المبادرة إلى صدام مع الجيش الإسرائيلي؛ إلا أن الصحيفة حذرت من أنّه "من الصعب نسيان فائض الثقة بالنفس الذي سبق أن أدى بحزب الله إلى تقدير مغلوط في 2006".
ولم تستبعد الصحيفة تماما إمكانية أن يكرر هذا التفكير المغلوط نفسه، كما حدث بعد عملية خطف ضباط الاحتياط التي أقدم عليها الحزب.
من الجدير بالذكر أنّ نائب أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم قال لقناة تلفزيونية محلية إن التفجير الذي نفذه حزب الله على الحدود اللبنانية مع إسرائيل يوم الثلاثاء كان رسالة بأن الحزب مستعد لمواجهة عدوه القديم على الرغم من مشاركته في الحرب الأهلية في سوريا.
وكان حزب الله أعلن أن مقاتليه فجروا عبوة ناسفة على حدود لبنان أسفرت عن إصابة جنديين إسرائيليين وردت إسرائيل على الهجوم بقصف بنيران المدفعية. وتمثل هذه العملية التي شهدتها منطقة
مزارع شبعا المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله المسؤولية عن هجوم على الجيش الإسرائيلي منذ عام 2006 حين خاض الحزب وإسرائيل مواجهة استمرت 33 يوما.
وقال الشيخ قاسم في مقابلة مع تلفزيون (أو تي في) اللبناني في وقت متأخر من الثلاثاء "هذه رسالة.. العبوات فجرت بناء على مسار العدو وهذا يعني أن المقاومة حاضرة".