أعرب نشطاء سوريون عن خيبة أملهم بعدما تسربت أخبار عن قيام أعضاء في "الائتلاف السوري" ووزراء في الحكومة المؤقتة وقادة من الجيش السوري الحر بأداء فريضة
الحج لهذا العام، مع بدء ضربات
التحالف الدولي على
سوريا.
وكانت مجموعة من أعضاء في المجلس والائتلاف الوطني السوريين المعارضين التحقت بقافلة الحجاج لأداء مناسك الحج والعمرة هذا العام، مع بدء الضربات على سوريا والتي تهدف لضرب عدد من الفصائل المسلحة والتنظيمات وعلى رأسهم تنظيم الدولة "داعش".
وكان من أبرز الذاهبين وزير الإدارة المحلية عثمان بديوي ووزير العدل في الحكومة السورية المؤقتة فايز الضاهر ومدير في وحدة تنسيق الدعم عمار الدمشقي والقيادي البارز في الجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي .
وقال الناشط السوري فادي زيدان لـ"عربي 21": إن "أداء فريضة الحج من قبل أعضاء الجهات السياسية وقادة التشكيلات العسكرية
المعارضة هو نوع من الخيانة لواجبهم أمام الشعب السوري، خاصة في ظل ما يجري من تسارع للأحداث السياسية والعسكرية على الساحة السورية من جهة، ومن جهة أخرى إن تلك الفريضة ليست ملزمة في زمن الحرب فهي كما قال تعالى: لمن استطاع إليه سبيلا".
وأضاف زيدان، إن "الحج في مثل هذا الظرف هو فعل أناني يبتغي الخلاص الفردي، بينما نحن غارقون ببحر من دماء وهناك من لا يجد ما يأكله أو يشربه".
من جانبه، قال الشيخ خالد كمال عضو اتحاد خريجي العلوم الشرعية في سورية والمجلس الوطني السوري: انه لا مانع من ذهاب أعضاء المعارضة السورية لأداء مناسك الحج والعمرة "مادام مصاريف تلك الرحلة من جيبه الخاص، أما إن كانوا قد ذهبوا من أموال الثورة السورية فلا بارك الله فيهم ولا بتلك الحجة".
ونوه إلى أن قرار الحكومة التركية بمنع نصر الحريري أمين عام الائتلاف ووزراء آخرين من الذهاب بسبب جوازاتهم "المزورة" كان صائباً.
وقال الداعية السوري في "وزارة الأوقاف" الكويتية علاء علي باشا قال "يمكننا أن نأخذ الموضوع من عدة محاور وعلينا أولا يجب أن نسأل هل سبق لهم الحج أم لا، وهل لديهم براءات ذمة مالية، وهل يتعذر عمل المؤسسات التابعين لها بغيابهم؟".
وأضاف: "بالتأكيد لا نستطيع تحريم الحج لكن هل من المعقول أن تذهب إلى الحج وأبناء بلدك يعانون الجوع، وهناك أسرى وجرحى ومعتقلين ومهجرين فقراء، مضيفا: أن هناك نقطة مهمة لابد من ذكرها وهي أن يكون المال الذي يقصد به الحج حلالاً صرفا، والأخوة المذكورين ليدهم الكثير من إشارات الاستفهام حول رواتبهم المرتفعة ومصاريفهم الإدارية اللامنطقية واللامعقولة".
وبين الباشا، أن هذا "يجعلنا أمام مال شبهة إن لم نقل مال حرام لا يقبل به حج ولا عمرة , والحج المبرور من شروطه المال الطيب الذي اكتسب حلالا خال من الربا والسرقة والاغتصاب والغش والتدليس".
يشار إلى أن المملكة العربية
السعودية كانت قد صرحت أن تأشيرات الحج والعمرة سوف تمنح للسوريين عبر الائتلاف الوطني السوري المعارض فقط، وكان الائتلاف السوري المعارض قد أسس لجنة اسماها "لجنة الحج العليا"، ومهمة اللجنة تكون في تقييم السوريين ومنحهم التأشيرات اللازمة لأداء مناسك الحج.