كتاب عربي 21

سلاح فلسطيني واحد.. ولكن منزوع !

1300x600
ان يصرح أبو مازن فى الجامعة العربية، بانه لابد ان يكون هناك سلاح فلسطينى واحد، وانه لن يسمح بغير ذلك، ثم يعيد ويكرر ذلك من باريس فى مؤتمره المشترك مع الرئيس الفرنسى قائلا بأن الدولة الفلسطينية ستقوم على اساس سيادة القانون والسلاح الشرعى الواحد، وانه لا سلاح خارج اطار السلطة.

ان يقول ذلك وهو يعلم ويدرك جيدا، انه سلم سلاحه لليهود الصهاينة منذ زمن بعيد، وانه تنازل عن حق الشعب الفلسطينى فى حمل السلاح وفى الكفاح المسلح وفى المقاومة، والتزم بان التفاوض ثم التفاوض هو الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق الفلسطينية على ارض 1967، فانه انما يتعهد أمام العالم بنزع السلاح الفلسطيني، وكأن الرسالة التى أراد ارسلها الى اسرائيل وحلفائها من باريس هذا الاسبوع ((اعطونى دولة فى 1967 وانا انزع لكم سلاح المقاومة فى غزة كما نزعته لكم فى الضفة الغربية))

***
لقد وقع ابو مازن وتعهد واقسم هو وقادة السلطة الفلسطينية فى اتفاقيات اوسلو، على مصادرة اى سلاح فلسطينى، وتوقيف ومحاكمة كل من يصنعه او يحمله او يقاتل به، والتزم بتنسيق امنى كامل مع سلطات الاحتلال الصهيونى لمتابعة ومراقبة وادارة وتوجيه هذا الالتزام.

 وهو لم يكتفِ بالتعهد وإنما أطلق رجال شرطته وقوات أمنه فى الضفة الغربية لتصفية المقاومة وعناصرها وسلاحها، وقدمهم للمحاكمة بصفتهم مجرمين جنائيين وليسوا معتقلين سياسيين، وبتهمة مخالفة القانون الذى يحظر حمل السلاح سوى على عناصر الشرطة الفلسطينية.

***
اى "سلاح واحد" يا ابو مازن الذى تتكلم عنه، واسرائيل وقادتها وحلفاؤها يكررون  ليل نهار منذ ما يقرب من ربع قرن، اننا لو وافقوا على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، فستكون منزوعة السلاح، حدودها ومجالها الجوى ومياهها الاقليمية ومعابرها تحت السيطرة والسيادة الاسرائيلية.

اى سلاح فلسطينى، حين تكون الوظيفة الرئيسية للشرطة الفلسطينية المدربة فى مصر والاردن تحت إشراف الامريكان وتمويلهم، هى قمع الشعب الفلسطينى لصالح الاحتلال، شرطة تعمل لدى اسرائيل من الباطن مثل شركات الامن الخاصة فى بلدان العالم. 

ليس العجيب فقط فى مضمون التصريحات، وإنما  فى الاستخفاف بالعقول!!

انه يذكرنا بالمثل المصرى الشهير ((سرقوا الصندوق يا محمد، لكن مفتاحه معايا))

استرد سلاحك اولا، ثم تحدث بعد ذلك عن وحدة السلاح الفلسطيني !

انت لا تملك اى قرار أصلا، رواتبكم يدفعها لكم حلفاء اسرائيل من الدول المانحة، وتأتيكم عبر البنوك الاسرائيلية، والارض الفلسطينة تسرق منكم كل يوم على ايدى نتنياهو ومستوطناته، وانت لا تستطيع ان تحمى المصلين فى المسجد الاقصى، ولا ان تمنع استباحات ساحاته كل يوم من قبل الصهاينة وسياحهم، ولا أن توقف حملات التهويد الجارية هناك على قدم وساق حتى حق الحركة و الانتقال فى طرقات وشوارع الضفة لا تملكه، فاصغر شرطى اسرائيلى يستطيع توقيف اكبر شخصية فى السلطة الفلسطينية عند اى حاجز اسرائيلى، ليعيده من حيث أتى.

و مظاهرات الغضب على العدوان الصهيونى على غزة، أمرتكم اسرائيل بالتصدى لها، ولم تجرؤ الا أن تنفذ.

ثم الم تصرح بنفسك امام منظمة التعاون الاسلامى أن الانتفاضة كانت بمثابة الكارثة على الشعب الفلسطينى؟ الم تعلن صراحة فى ذات المؤتمر بأنكم لا قبل لكم باسرائيل ولا بحرب اسرائيل ؟
ثم تأتى اليوم للتحدث عن سلاح فلسطينى واحد ؟!

***

ثم ان يتخذ ابو مازن هذا الموقف، بعد ايام قليلة من العدوان الصهيونى على غزة، وبعد ان اعلنت اسرائيل أن مطلبها الرئيسى هو نزع سلاح المقاومة، فانه ينقل نفسه نقلة نوعية؛ من ممثل للشعب الفلسطينى يفاوض اسرائيل، الى ممثل لسلطة الاحتلال، يفاوض الفلسطينيين للضغط عليهم وإرغامهم على إلقاء سلاحهم.

***
ثم ان تتضمن كلمته فى قصر الاليزيه فقرة عن الإرهاب، يقول فيها أن حل القضية سينزع الذرائع من المجموعات المتطرفة وسيوفر مصداقية وقوة ضد الإرهاب فى منطقتنا، وأن الانتصار على الارهاب يتطلب تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى.

فى تلميح لا تخطئه العين، بالربط بين المقاومة الفلسطينية والإرهاب، فى اول سابقة من نوعها فى التاريخ الفلسطينى.

وذلك بدلا من ان يؤكد على ضرورة التفرقة بين الارهاب وبين حق الشعوب فى مقاومة الاحتلال، كأحد الحقوق المنصوص عليها فى ميثاق الامم المتحدة. وكأحد الصياغات الكلاسيكية فى الخطاب الرسمى العربى حتى فى الدول "المعتدلة".

من تخدع يا ابو مازن ومن تضلل ؟

كفى إهانة لفلسطين وقضيتها، كفى تسولا على أبواب الاحتلال وحلفائه.

ان لم تكن قادرا على التراجع والعودة الى الطريق الصحيح، فانسحب يا رجل واعتذر و استقيل وحل السلطة الفلسطينية، وصارح الرأى العام الفلسطينى والعربى والعالمى بالحقيقة.

قل لهم انكم أخطأتم الطريق، وانه لا أمل فى المفاوضات ولا فى اسرائيل، وأن المقاومة هى السبيل الوحيد للتحرير.