بدأت جماعة "أنصار الله" الحوثية الأحد، بتصعيد احتجاجاتها ضد سلطات الرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي، عبر توسيع رقعة اعتصاماتها في مناطق حساسة في العاصمة
صنعاء، حيث تجمع أنصارها في محيط مقار وزارية مهمة، وبدءوا أيضا بقطع شوارع رئيسية، منها الخط الرئيسي المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، قبل أن تتدخل قوات الشرطة للبدء بفضّ ذلك الاعتصام.
وأطلقت
قوات الأمن اليمنية القنابل المسيّلة للدموع، واستخدمت خراطيم المياه في محاولة لفضّ اعتصام أتباع جماعة الحوثي في شارع المطار وسط صنعاء، بعد تحوله إلى ساحة اعتصام جديدة، في إطار الخطوة الثالثة من التصعيد الحوثي لإسقاط الحكومة.
ورفع
الحوثيون بطاقات صفراء لإيصال رسالة إنذار إلى الحكومة، في إطار الخطوة الثالثة من برنامجهم التصعيدي ضدها.
وأكد مصدر أمني مسؤول أن "قوات الأمن الخاصة، ومنها وحدات مكافحة الشغب انتشرت بكثافة حول محيط مقر وزارة الداخلية في منطقة الجراف شمالي صنعاء، بعد تلقيها معلومات عن نية الحوثيين توسيع رقعة اعتصاماتهم، تمهيد لاقتحامها".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "رئيس أركان قوات الأمن الخاصة أحمد المقدشي، أجرى مفاوضات سريعة مع الحوثيين لإقناعهم بالانسحاب، ورفع مخيمات الاعتصام التي أقاموها جوار مقر الداخلية اليمنية، واستجابوا لذلك".
وبادرت قوات من الشرطة اليمنية، في فض اعتصام أتباع جماعة الحوثي، في محيط مقر وزاراتي الكهرباء والاتصالات، بعد رفضهم الانسحاب بعدما أمهلتهم القوات الحكومية نصف ساعة لرفع مخيماتهم ومغادرة الطريق العام الذي تقع فيه تلك المقار الرسمية. وهرعت سيارات الإسعاف لنقل مصابين بالاختناق وصل عددهم إلى نحو 40 مصابا، بحسب موقع أنصار الله التابع للحوثيين.
وفي أول تعليق رسمي من جماعة الحوثي، حمل الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام، السلطات الرسمية مسؤولية تداعيات ما وصفه بعدوانها عليهم، مؤكدا على حقهم في الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل في حال تمادت في عدوانها"، على حد قوله.
وأضاف في بيانه أن "استخدام قوات الداخلية قنابل غازية أمريكية الصنع يفضح طبيعة العلاقة بين السلطة والولايات المتحدة الأمريكية، ويبرهن زيف ادعاءات واشنطن حول حقوق الإنسان، التي اعتبرها مجرد لافتة لقمع الشعوب، وبسط الهيمنة، ومصادرة الإرادة الشعبية لمصلحة قوى الفساد والإجرام السلطوي المنظم".
ودعا جميع الأطراف السياسية والمكونات الشعبية إلى إدانة التصرف الأهوج الذي قامت به الحكومة تجاه المطالب الشعبية المحقة والعادلة، مطالبا السلطات الرسمية بالاستجابة لمطالب الثوار.
وفي سياق آخر، أكدت مساعدة الرئيس الأميركي لـ"شؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب"، ليزا موناكو، أن "واشنطن أبلغت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بموقف بلادها من تصعيد الجماعة حول صنعاء.
واعتبرت المسؤولة الأميركية خلال لقائها بالرئيس اليمني عبدربه منصورهادي، أن "المرحلة الانتقالية في اليمن وما صاحبها من إنجازات، قد حققت نجاحات كبيرة في طريق الخروج الآمن إلى آفاق السلام والوئام والتطور والازدهار"، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية.
وقالت موناكو إن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يدينون الحشود الحوثية وما تسببه من إخلال بالأمن والاستقرار والسكينة العامة"، منوهة الى أنه تم إبلاغ جماعة الحوثيين بموقف بلادها الرافض لهذه الأساليب.
ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فإن مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب شددت على "وقوف الولايات المتحدة إلى جانب اليمن حتى يتم استكمال المرحلة الانتقالية بصورة ناجحة وكاملة". ووصفت علاقات واشنطن بصنعاء بأنها "استراتيجية".
ويخشى سكان العاصمة من تداعيات
المواجهات بين قوات الأمن من جهة والحوثيين الذين دخل تصعيدهم الأسبوع الثالث ضد السلطات في اليمن من جهة أخرى.