أكد نائب رئيس حزب "الوطن" الليبي جمال عاشور، أن الوضع الأمني في غرب
ليبيا أفضل استقرارا من ذي قبل بعد "الحركة التصحيحية" التي قام بها
ثوار ليبيا، لكنه أشار إلى أن الطريق لا يزال في بدايته، وأن الحفاظ على الثورة يحتاج لجهود الجميع، موضحا أن "الرهان الآن على
حفتر خاسر".
وأشار عاشور إلى أن "فجر ليبيا" هي خطوة في مشوار من العمل والإصلاح، الذي قال إنه "يتطلب تضافر جهود الجميع وفق ضوابط ومعايير واضحة ومسلمات تقدم مصلحة الوطن فوق كل المصالح"، على حد قوله.
وأضاف: "لا بد من فتح صفحة جديدة بشكل كامل، حيث أننا بحاجة إلى تشخيص دقيق للمرحلة السابقة من عمر الثورة، والتأسيس لشراكة حقيقية، فليبيا كبيرة وهي تحتاج لجهود الجميع، ولكافة أبنائها، أما أن تكون المصلحة الحزبية أو الجهوية أو القبلية هي المحدد فهذه تجارب فاشلة استنسخت المنظومة السابقة، بل إنها كانت أبشع أحيانا، وهذا تحد كبير أمام الجميع، ذلك أنه عندما نتحدث عن تصحيح مسار الثورة علينا أن نشخص الداء حتى نتمكن من تقديم الدواء".
وأكد عاشور أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة لمساعدة الليبيين في الانتقال الديمقراطي، وقال إن "المجتمع الدولي له دور كبير وبارز في ليبيا إن صدقت النوايا، وأظن أن بعض الأطراف الدولية صادقة في علاقتها بليبيا، وتعاملها مع كافة المحطات السياسية دليل على ذلك، وأعتقد أن مهمتها لازالت ضرورية لدعم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الليبية، وكذلك الإدارة الوسطى".
وحذّر عاشور من أن الرغبة في محاربة التطرف تحتاج إلى مقاربة شاملة، منها معالجة الأسباب الواقعية للتطرف، وعلى رأسها البطالة وغموض الرؤى وغياب الاستقرار، وقال: "غالبية المجتمع الليبي هو من الشباب، وهؤلاء يعانون مشاكل كبيرة على رأسها البطالة، وهم ينظرون إلى أن بلادهم لديها من الإمكانيات ما يؤهلها لمعالجة قضاياهم، وعندما يفشلون ينخدعون بأفكار بعض الجهات المتطرفة، لذلك فإن توظيف الإمكانيات بشكل صحيح يمكن من معالجة التطرف ويجعل المناخ مهيأ لاستقرار حقيقي في ليبيا، سيكون بالتأكيد جزءا من استقرار المنطقة".
ورفض عاشور الحديث عن "ثوار ليبيا" الذين يشاركون في عملية "فجر ليبيا" بأنهم "إسلاميون متطرفون"، وقال إن "الشباب الليبي كله يطمح إلى مرحلة جديدة في ليبيا، وقد ثاروا جميعا ضد الطغيان، وإذا كان حب الوطن تطرفا فذلك خطأ كبير".
وتابع بأن "بعض وسائل الإعلام تحاول أن تلبس الثوار جبة واحدة ولونا واحدا، وهذا عمل غير دقيق على الإطلاق، كل أبناء ليبيا من جميع التيارات والجهات شركاء في عملية تصحيح الثورة، لكن للأسف الإعلام يتعامل مع ليبيا بأفكار مسبقة لا علاقة لها بالأوضاع في ليبيا على الإطلاق، وقد تم اختزال المعركة في مطار
طرابلس، وهذا غير دقيق لأن انعدام الأمن في غرب ليبيا كان ظاهرة، بل إن العديد من البعثات الديبلوماسية تعرضوا لاعتداءات، وبالتالي فالأمر كان عبارة عن إعادة الأمن لتلك المناطق".
ونفى عاشور أن يكون الثوار قد قطعوا علاقاتهم مع المجتمع الدولي، وقال: "علاقاتنا بالمجتمع الدولي لم تنقطع، ونحن على اتصال به طيلة الفترة الماضية، ونحن ندرك أن المجتمع الدولي جزء أصيل من إزالة الطاغية، وهم يتحملون المسؤولية لمساعدة ليبيا على الانتقال الديمقراطي، والتواصل بيننا مستمر".
وأشار عاشور إلى أن "
برلمان طبرق" كان في أصله شرعي، لكنه اتخذ قرارات كانت عبارة عن واجهة سياسية لعمليات حفتر العسكرية، مضيفا أن "البرلمان من حيث الأساس شرعي، لكن ما اتخذه من قرارات وإجراءات كانت عبارة عن واجهة سياسية لعمليات حفتر الانقلابية، وهذا ما أكده النواب المنسحبون والذين غادروا طبرق"، على حد تعبيره.