أثار غياب وزير الدفاع
اليمني، محمد ناصر أحمد، عن المشهد الملتهب في العاصمة صنعاء، غضب ناشطين يمنيين، بعدما توافد مسلحو
الحوثي إلى مداخل العاصمة، وبدؤوا
اعتصامات مسلحة، استجابة للدعوة التي أطلقها عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة، لاجتياحها وإسقاط حكومة الوفاق، إذا لم تستجب لمطالبهم.
وقال ناشطون يمنيون إن وزير الدفاع اليمني منشغل بمناقشة قضية
الصرف الصحي والمجاري في محافظة
حضرموت، بينما تحدث آخرون بلغة ساخرة عن أن الأوضاع في العاصمة تحت السيطرة، بدليل أن الوزير اليمني ذهب في رحلات للراحة والاستجمام.
ويرى الصحفي اليمني مصطفى حسان أن "تحركات وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد، باتت محل استياء شديد عند كافة أطياف الشعب اليمني، وبات الوزير غائبا عن المكان الذي يطلب الشعب أن يتواجد فيه، وكأنه يتحرك بناء على رغبات دولية وليست وطنية".
وأضاف لـ"عربي 21"، أنه "في الوقت الذي أصبح فيه الحوثيون على بعد بضعة كيلومترات من دار الرئاسة، نجد الوزير منشغلا بقضية الصرف الصحي والمجاري في وادي حضرموت شرق البلاد، ما يمكن تفسير غيابه عن العاصمة، بأنه هروب متعمد من المشهد المتلهب فيها، على خلفية تصعيد ميليشيات الحوثي، من أجل ترك مساحة حرة لتتحرك بها كيفما تشاء"، على حد تعبيره.
ومضى حسان قائلا: "وزير الدفاع اليمني يمارس في هذه الفترة، انقلابا ناعما على مكتسبات ثورة 11 فبراير التي اندلعت في 2011، برعاية أمريكية لتقويض مكونات وطنية، لإفساح المجال لجماعة الحوثي المسلحة كخيار بديل لنظام صالح، لكونها أفضل مكون بنظر واشنطن لمواجهة تنظيم القاعدة في اليمن"، حسب تعبيره.
ومنذ إعلان عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي، اعتزامه إسقاط الحكومة اليمنية، التي أعطاها مهلة ليوم الجمعة القادمة، لتلبية المطالب التي وضعها، ومنها التراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، لا يزال وزير الدفاع اليمني قابعا في حضرموت شرق البلاد.
وقال الأديب والسياسي اليمني ناصر البناء لـ"عربي 21"، إن "غياب وزير الدفاع اليمني عن المشهد الملتهب، في العاصمة اليمنية صنعاء، يُجسد بصورة واضحة لخنوع القيادة العسكرية، وانكسارها أمام مليشيا الحوثي التي تستهدف النظام الجمهوري والهوية اليمنية".
ولفت البناء إلى أن "هناك تواطؤا واضحا مع الحوثيين، تبعاته حرب أهلية، أصبحت تلوح في الأفق".
من جهته، قال القيادي في التنظيم الناصري عادل عمر لـ"عربي21" إنه "يمكن تفسير غياب وزير الدفاع محمد ناصر أحمد وفقا لثلاثة احتمالات؛ الأول أن يكون قد أوكل إليه الرئيس هادي مهمة الحرب على تنظيم القاعدة في جنوب وشرق البلاد، وبالتالي ترتيب الأوضاع هناك، للتعاطي مع المستجدات في العاصمة، في حال احتدام الصراع فيها، والثاني هو أن يكون هناك اتفاق بين الحوثيين وهادي لتغيير الحكومة وفرض معادلة جديدة على الواقع السياسي، وهو الاحتمال الأقرب إلى الواقع. أما الاحتمال الثالث، فهو وجود تنسيق مسبق لحسم الصراع، وتقود هذه المؤامرة دول إقليمية لإعادة إنتاج النظام السابق".
يذكر أن وزير الدفاع اليمني موجود في محافظة حضرموت شرق اليمن، منذ تصعيد تنظيم القاعدة عملياته ضد مقار ومؤسسات حكومية، منتصف آب/ أغسطس الجاري.