تنظر أوساط ثورية يمنية باستياء إلى الدور
الإماراتي المعارض لثورة فبراير، منذ الإطاحة بعلي عبد الله صالح من الرئاسة في 2011، حيث لم تكن ثورتهم بمنأى، حسب كلامهم، عن استراتيجية عداء "أبوظبي" للثورات التي شهدتها ما عُرفت بـ"بلدان الربيع العربي".
وبحسب مراقبين فإن الإمارات بعدما فقدت حليفها الاستراتيجي في
اليمن صالح، سعت بطريقة غير معلنة صوب عرقلة مسار التغيير في البلاد، حيثُ كرست جهودها في دعم الثورة المضادة التي يقودها نجل المخلوع أحمد علي، الذي يشغل سفير اليمن لدى الإمارات، بينما كشفت بعض الوقائع عن ضغوطات تمارسها الإمارات على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لتبّني سياسة معارضة لثورة الشباب التي أوصلته للحكم في 21 من شباط/ فبراير 2012 رئيسا توافقيا للبلاد.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحديدة نبيل الشرجبي أن "السياسة الخارجية لدولة الإمارات سلكت في الفترة الأخيرة، توجها جديدا، يتعامل مع المتغيرات السياسية على الساحة اليمنية بصورة مغايرة، والتوقف عن دعم أي توجهات للتغيير في اليمن، وغيرها من دول المنطقة العربية، لأسباب داخلية وخارجية، منها خشيّتها من تأثر الداخل الإماراتي بثورات الربيع العربي، ويتم تغيير النظام داخلها، فلجأت إلي محاولة ترضية الشارع الإماراتي بكل الوسائل والتغيرات الاقتصادية من زيادة الرواتب والدخل وزيادة الخدمات المجانية.
وأضاف لــ"عربي 21" أن "العامل الخارجي، التي أفرزته ثورات الربيع العربي والمتمثل بصعود تيار الإسلام السياسي للحكم في تونس ومصر، جعل قادة الإمارات تدرك حساسية هذا الواقع الجديد في المنطقة العربية، الذي يثير مخاوف لديها من تكرار ذلك السيناريو في بلدهم، وبالتالي اتجهوا نحو مسار معاد لأي صعود إٍسلامي في دول أخرى منها اليمن". على حد وصفه.
وتوقع الشرجبي تحسنا في العلاقات بين اليمن والإمارات على المدى القريب، وتحديدا بعد التغير المفاجئ لحسابات
السعودية في اليمن، والتي تقدمت بمبادرة للتصالح بين بعض الأطراف السياسية، وهي في الأساس تستهدف عودة نظام الرئيس السابق
علي صالح، غير أن الرئيس هادي -وفقاً للشرجبي- عمل خلال الفترة الأخيرة على احتواء الكثير من مخاوف الإمارات بالتشديد على تيارات الإسلام السياسي في البلاد، كما أن الصراع الخليجي-الخليجي على اليمن، تم تجاوزه، بعد التوصل إلى تفاهمات ومقاربات سياسية مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أن "الإمارات تمارس الضغط على الرئيس هادي، من خلال إيقاف تعهداتها بدعم المرحلة الانتقالية، لدفعه نحو الاستجابة لشروط المصالحة مع الأطراف اليمنية، فيما وجهت الصحف الإماراتية في الآونة الأخيرة، اللوم والتحذير للرئيس هادي من سقوط اليمن، بسبب السياسات التي ينتهجها، مشددة على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، التي تستهدف عودة نظام المخلوع صالح للواجهة السياسية للبلاد".
وكانت السعودية تبنّت مبادرة للمصالحة بين الرئيس هادي وسلفه السابق صالح، كما قالت وسائل إعلام يمنية، بالإضافة إلى المصالحة بين حزب المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح، بعد سقوط محافظة عمران بيد الحوثيين الشهر الفائت.
من جهته قال الصحفي والناشط الثوري بلال الجرادي إن "الإمارات، حتى الآن، لم تفصح عن موقفها مما حدث في اليمن عقب ثورة 11من شباط/ فبراير 2011، كما أنها لم تُعلن تأييدها جهود التسوية السياسية في البلاد، ما يعني أنهم أمام دور إماراتي معاد للثورة هدفه إجهاضها، على غرار ما حدث بمصر، على اعتبار أن جماعة الأخوان المسلمين التي تعاديها، ساهمت بشكل مباشر في إسقاط نظام صالح، ممثلة بحزب الإصلاح".
وأضاف لــ"عربي 21" أن "ما يؤكد ذلك، بعض التصريحات غير الرسمية التي تصدر من شخصيات إماراتية رفيعة جُلّها معادية للإسلاميين، وتنادي بعودة نظام المخلوع صالح" بحسب وصفه.