كتب موقع "
فردا"
الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني، تحليلا شاملا عن الأحداث
العراقية الجارية الآن، معتبرا أن سياسة مسعود البارزاني كانت خيانة مطلقة بحق العراق، ولا يستطيع البارزاني والأمريكان تجاوز الدور الإيراني في تحديد مصير الأحداث الجارية الآن. وأضاف أن إيران وحلفاءها وحدهم من يستطيعون رسم نهاية حدود اللعبة السياسية في العراق.
وقال الموقع الإيراني، إن الضربات الجوية الأمريكية في شمال العراق يوم الخميس، أظهرت أن الأميركيين يريدون الأخذ بزمام المبادرة في هذه البيئة المتأزمة وإعادة دورهم الذي تراجع مؤخرا في المنطقة، وفي العراق بشكل خاص.
وأضاف موقع "فردا" أنه منذ ظهور تنظيم
داعش في العراق، كان واضحا لدينا أن أمريكا مضطرة للتدخل ضد داعش هناك، وما سمح لداعش بالتمدد في العراق هو سياسية أمريكا من أجل ممارسة الضغوط السياسية على المالكي، للتنازل عن منصب رئاسة الوزراء بعد الانتخابات العراقية الأخيرة.
واعتبر "فردا" وقوف مسعود البارزاني بجانب الأتراك والأمريكان في كردستان خطأ فظيعا سيتحمل عواقبه البارزاني في المستقبل، لأنه كان يعتقد بأن إستقرار داعش في الأنبار ونينوى وصلاح الدين يشكل حائلا ما بين كردستان والحكومة المركزية في بغداد. ومن هنا يبدأ مشروع تقسيم العراق وفقا لمخططات البازراني، وفقا للموقع.
وأوضح "فردا" أن تجهيز قوات البيشمركة الكردية وصادرات النفظ إلى تركية كانت من مقدمات الدولة الكردية التي يحلم بها البارزاني، ولكن استقرار داعش على امتداد حدود كردستان أفشل مشروع استقلال الأكراد، وسحبت تركيا تأييدها لاستقلال كردستان بشكل عاجل، وخسر الأكراد حلفاءهم الشيعة في بغداد.
ولفت موقع "فردا" الإيراني، إلى أن التدخل الأمريكي في كردستان كان للحفاظ على أهم حليف للولايات المتحدة الأمريكية في العراق بعد فشلها في بغداد، ولكن الضربات الجوية الأمريكية لمواقع داعش كانت جزئية، كما أن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا أنها لا تستطيع القضاء على داعش إلا من خلال توسيع ضرباتها الجوية في
سوريا. ومن هنا يجب أن تقبل أمريكا التعاون والتحالف المشترك مع بشار الأسد في جبهة واحدة في حربهما ضد داعش، بحسب الموقع.
ويرى الموقع، أن أمام الأمريكيين فرصة تاريخية لتصحيح أخطائهم السابقة تجاه سوريا والنظام السوري بسبب وقوفهم بجانب المعارضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن التعاون المشترك بين سوريا والعراق والولايات المتحدة الأمريكية وإيران ضد
الإرهاب في المنطقة، يمكن أن يقضي على داعش تماما.
ومن جهتهم، يرى المعنيون بالشأن الإيراني أن السياسة الخارجية الإيرانية تروج الآن لدعاية الحرب على الإرهاب، وأن خطر الإرهاب وحده يشكل تهديدا حقيقيا على
الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ومصالحها في المنطقة، وليس الملف النووي الإيراني. وعلى هذا الأساس، فإن إيران تستطيع من خلال دعاية الحرب على الإرهاب أن تحافظ على حلفائها في بغداد ودمشق، من جانب، وأن تقلل من شأن خطورة برنامجها النووي لإنهاء أزمة الملف النووي الإيراني في مفاوضاتها مع دول "5+1" على حساب حرية الشعوب العربية وثوراتهم العادلة التي انطلقت من أجل الحرية والديمقراطية في العراق وسوريا، من جانب آخر.