تكبد
الحرس الثوري الإيراني في الأسابيع الماضية خسائر كبيرة لم يتوقعها في
العراق، وارتفعت أعداد القتلى في صفوفه بشكل كبير نتيجة دخوله بشكل عاجل في الأحداث العراقية التي اعتبرت مفاجِئة له.
وشهدت النقاط الحدودية الإيرانية من جانبي محافظة البصرة والأحواز في الأيام الأخيرة حركة غير طبيعية، حيث أصبحت وحدات من الحرس الثوري وسيارات إسعاف بكادرها الطبي الكامل تتمركز على النقاط الحدودية مع العراق.
ويقول أحد الموظفين الأحوازيين العرب في جمارك مدينة المحمرة المحاذية للعراق لـ"عربي 21" إنه تم تعيين مكان خاص لدائرة الجمارك الحدودية، لاستقبال القتلى الإيرانيين في العراق، وتم تحذير جميع الموظفين في الجمارك من دخول القسم المخصص للقتلى الإيرانيين في العراق.
ويقول أهالي مدينة المحمرة إنه لوحظ في الأيام الأخيرة تواجد عوائل أفغانية كثيرة في المدينة العربية الصغيرة، وعندما استفسر وجهاء المدينة عن تواجد العوائل الأفغانية، عرفوا بأن هذه العوائل جائت إلى مدينة المحمرة لاستقبال جثامين أبنائهم الذين قتلوا في العراق في الأيام الأخيرة خلال المعارك التي تدور بين المليشيات الشيعية التي تقاتل تحت إشراف فيلق "قدس" الإيراني من جهة، وثوار العشائر العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، وجيش النقشبندية، وغيرها من الفصائل الإسلامية والقومية في العراق من جهة أخرى.
ويرى السياسي الأحوازي و المتخصص بالشؤون الإيرانية، عبدالكريم خلف، أن تدخل إيران في العراق لم يكن وليد اللحظة أو اليوم، بل كان منذ مجيء الخميني، وشكلت مليشيات عراقية في إيران تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني لإسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في تلك الفترة.
ويضيف خلف أن التدخل الإيراني في العراق أصبح وجودا حقيقيا على الأرض، وذلك عن طريق فيلق "قدس" الإيراني ومليشيا بدر، وغيرها من المليشيات الشيعية المتدربة في إيران، وهذا التدخل والوجود الإيراني في العراق يهدف لتلك المشاريع والخطط التي وضعت للسيطرة على العراق، "لتكون البوابة الشرقية للتمدد الإيراني باتجاه الدول العربية الأخرى".
وتفيد المعلومات أن الحرس الثوري الإيراني أرسل أكثر من 5000 مقاتل إيراني إلى المناطق الحساسة التي من الممكن أن تسقط بيد الثوار العراقيين، ومن أهم هذه المناطق هي مدينة سامراء التي يرجح أن أكثر القتلى الإيرانيين سقطوا في هذه المدينة.
كما نشرت المواقع الرسمية الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني صورا لبعض ضباط وقيادي الحرس الثوري الذين قتلوا في العراق، وأفادت هذه المواقع الإيرانية بأن الذين قتلوا في العراق هم "من المدافعين عن العتبات المقدسة ومزار الأمامين العسكريين لدى الشيعة في مدينة سامراء العراقية".
وتعتبر التيارات الشيعية في العراق قائد فيلق "قدس الإيراني" الجنرال قاسم
سليماني، قائدا لمعركة العراق الآن، ويشرف على الانتشار العسكري لكافة الفصائل والمليشيات المسحلة الشيعية في المدن العراقية.
وترى هذه التيارات أن الجنرال سليماني يعتبر المخلّص للشيعة في العراق، بسبب انهيار جيش المالكي الذي انهزم في أول معركة حقيقية له جرت في الموصل، وأصبح يطلق على سليماني "القائد الظل" بين الأوساط الشيعية في العراق، بعدما تدخل بشكل عاجل في "اللحظات الحاسمة" لمنع سقوط العاصمة بغداد، وذلك بعد سقوط الموصل والأنبار بيد ثوار العشائر في العراق.