كشف تحقيق صحافي صهيوني، النقاب عن تعاظم نسبة
الصهاينة الراغبين في مغادرة "
إسرائيل" في أعقاب اندلاع
الحرب على
غزة.
وذكر التحقيق الذي أعده الصحافي يوفال أبيبي، ونشره السبت موقع "يسرائيل بلاس" أن معظم الصهاينة الراغبين في مغادرة الكيان الصهيوني يقطنون في المستوطنات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة، ما يدلل على تأثير الحرب الكبير على توجهات الصهاينة.
وحسب أبيبي فإن اليهود في "إسرائيل" ينظرون إلى
أوروبا كمصدر أمل، على الرغم من أن يهود أوروبا يغادرونها، حيث ضاعفت الحرب على غزة من مستوى دافعية اليهود للهجرة من "إسرائيل".
وأضاف: "يحرص اليهود من أصول غربية على الحصول على الجنسية البولندية، أو الهنغارية أو الألمانية، في حين يحاول اليهود الشرقيون الحصول على الجنسية الفرنسية أو الأسبانية، مستغلين تشريعا سن حديثاً في أسبانيا يسهل منح الجنسية الأسبانية لليهود الذين ينتمون لليهود الذين غادروا أسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر".
ونقل التحقيق عن "شارون" وهو شاب يقطن في مدينة تل أبيب قوله: "لقد توصلت إلى قناعة مفادها أنه في حال لم أهاجر الآن، فلن أتمكن من ذلك في أي وقت من الأوقات، لا أجد ثمة أمل في هذه الدولة، لم أشعر في يوم من الأيام بأي ارتباط تجاهها، والآن تفاقم هذا الشعور، من المستحيل أن تبلع هذا المكان".
وأضاف شارون أنه بصدد الهجرة إلى أوروبا، وتحديداً لأسبانيا، قائلاً: "لست مستعدا أن أضحي بحياتي على موائد قادة الدولة وسياسييها".
ونقل أبيبي عن المحامي دان أسان، المتخصص في مساعدة الإسرائيليين على الحصول على الجنسية الألمانية والنمساوية، أن الحرب أحدثت زيادة كبيرة في عدد الإسرائيليين الذين يبدون رغبة في الهجرة والحصول على الجنسية الألمانية أو النمساوية.
وتوقع أسان أن تؤثر الحرب على ميل اليهود للهجرة، حتى بعد مرور وقت طويل على انتهائها.
من ناحيتها قالت المحامية جولي دانيال، المختصة بمساعدة الإسرائيليين على الحصول على الجنسية الفرنسية، إن هناك زيادة مطردة في عدد الإسرائيليين الراغبين في الحصول على الجنسية الفرنسية.
ونقل التحقيق عن دانيال قولها إن هناك علاقة وثيقة بين الرغبة في الهجرة والحرب الأخيرة على غزة، مشيرة إلى أنه خلال الشهر الماضي توجهت إليها 46 عائلة بطلب للمساعدة في الهجرة لفرنسا، معظمها من المستوطنات التي تقع في محيط قطاع غزة، وجميعها عائلات يهودية من أصول تونسية أو جزائرية، مشيرة إلى أن كل عائلة تضمن 20 شخصا على الأقل.
ويذكر أن صحيفة "هآرتس" ذكرت في كانون الأول/ ديسمبر 2012 أن 37% من الإسرائيليين يدرسون فكرة الهجرة من إسرائيل، حيث استندت الصحيفة إلى نتائج دراسة أجرتها جامعة "تل أبيب".
وحسب الدراسة فإنه حتى العام 2007 كان 150 ألف إسرائيلي يحتفظون بجنسية أوروبية، وهي زيادة بنسبة 100% مقارنة مع العام 2000.
وقد كتب الباحث اليهودي الدكتور يوسي نحشون، أستاذ القانون في جامعة "كيل" البريطانية، أنه يتوجب على الليبراليين في إسرائيل مغادرة إسرائيل لضمان مستقبل آمن لأولادهم في بلد طبيعي. إن الإجراء الطبيعي ليس خوض معركة خاسرة، بل أن تقوم ببساطة وتفر من هنا".
وحسب استطلاع للرأي العام أجراه الاتحاد الأوروبي، فإن 30% من اليهود في أوروبا يفكرون في مغادرة القارة بسبب الشعور بانعدام الأمن.
وعلى الرغم من هذه المعطيات، فإن الإسرائيليين غير مستعدين للتنازل عن محاولة الحصول على الجنسية الأوروبية.
وحسب معطيات القنصلية الفرنسية في تل أبيب، فمنذ أن بدأت الحرب حدثت زيادة في عدد الإسرائيليين من أصول فرنسية على استخراج جواز سفر لهم، وذلك لكي يضمنوا لأنفسهم القدرة على العودة لأوروبا.
ويصف المحامي أسان الأمر بأنه محاولة الحصول على "بطاقة تأمين" في حال تعرض الكيان الصهيوني لمخاطر وجودية.
وقد دشن في إسرائيل موقع "يغادرون لأوروبا" الذي يؤمه الإسرائيليون الراغبون في الهجرة لأوروبا، حيث يقدم الموقع نصائح واستشارات للراغبين في الهجرة.