قالت وزارة حقوق الإنسان
العراقية إن آلاف العوائل النازحة لازالت تعاني ظروفا صعبة في المناطق المختلفة التي نزحوا إليها من محافظات
نينوى وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق) والأنبار (غرب) وأن بعض العائلات اضطرت إلى دفن موتاها في طريق
النزوح.
وقال كامل أمين، المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية ومدير عام دائرة الرصد والأداء فيها، إن "العوائل النازحة عانت أولا بفقدانها الرجال والشباب، حيث خطفوا وتم قتلهم من قبل مجاميع مسلحة".
وأضاف أمين: "وبعد النزوح القسري وهروب الكثير من العوائل اشتدت المعاناة ولا زالت بين ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الرضع والنساء الحوامل، فطريق النزوح القسري كان صعبا، حيث تفشت الأمراض بين الرضع وسط أجواء حارة لم يحتملها الأطفال".
وأوضح أمين أن "أكثر من حالة وفاة حدثت بين أطفال نازحي تلعفر (70 كلم شمال غرب الموصل) بسبب الهرب السريع للعوائل في أماكن الخطر، والتي لم يتم حصرها إلى الآن بشكل دقيق، ما اضطر الأهالي إلى دفن أطفالهم في طريق النزوح".
ولفت إلى أنه "في مخيم سنجار (120 كم غرب مدينة الموصل شمال العراق) للنازحين حيث يتمركز نازحو قضاء تلعفر التركمان توفي ودفن العديد من الأطفال".
وبيّن أمين أن "دائرة الهجرة تقوم بعمليات العد والتدقيق والحصر لأعداد الوفيات بالكامل، وسيكون لدينا قريبا الرقم الدقيق لأعدادهم ولحالات الوفيات التي حدثت خلال النزوح والتهجير والقتل".
وعن سرعة الاستجابة لمساعدة النازحين، قال أمين إن "الاستجابة في البدء كانت بطيئة، ولم تكن بالشكل الكافي، وذلك لأن العراق لم يكن مهيئا لمثل هذه الظروف التي جرت بسرعة وبشكل مفاجئ وبهذه الأعداد الكبيرة للنازحين".
وأشار إلى أن "الهلال الأحمر العراقي والذي يملك فروعا في المناطق الساخنة قدّم الخدمات والمساعدة والمعروفة بعمليات انعاش النازحين بتقديم الغذاء والماء والدواء، غير أن هذا لم يعد كافيا بعد ازدياد أعدادهم".
وقسّم أمين عمليات النزوح إلى مرحلتين، قائلا: "النزوح الأول عندما تكدس النازحون على حدود إقليم كردستان (شمال العراق) في الأجواء الحارة وهم برفقة أطفال رضع وشيوخ ونساء حوامل لا حول لهم ولا قوة حيث لم يتمكن الإقليم من استقبال الكم الهائل من أعداد النازحين ولأسباب خاصة بالإقليم، ثم المعاناة الثانية المتمثلة لقطعهم مسافات طويلة حتى وصولهم إلى أماكن آمنة في محافظات الوسط والفرات الأوسط والنجف (161 كم عن بغداد) وكربلاء (105 كم جنوب غربي العاصمة بغداد)".
ولفت أمين إلى أن "وزارة حقوق الإنسان العراقية لم تكن ترغب بإجراء تغيير ديموغرافي للمنطقة التي نزح منها هؤلاء المواطنون لكن ظروف حمايتهم أوجبت التدخل ونقلهم إلى أماكن يمكن فيها الاطمئنان على حياتهم وحياة أطفالهم ومستقبلهم".
وكشفت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، قبل أسبوع، أن عدد النازحين داخل العراق بلغ مليونًا و250 ألف نازح.
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغرب العراق، بعد سيطرة مسلحين سنة ثوريين وتنظيم "الدولة الإسلامية" على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل في العاشر من حزيران/ نونيو الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها دون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار (غرب).
فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الاسابيع القليلة المنصرمة.