ألقى رئيس الحكومة
المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، بكرة من نار في وجه الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط دون أن يسميه، عندما اتهمه، الأربعاء، في البرلمان وعلى الهواء مباشرة، بنهب أراضي غيره والترامي عليها، وبتلقي عمولات مالية من طرف رجال الأعمال والمستثمرين بعد ابتزازهم، على حد قوله.
وقال بن كيران، خلال الجلسة البرلمانية الرابعة المخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة التي يقودها، إن المعارضة بالمغرب "فاقدة للمصداقية وتبيع الأوهام للمغاربة، وتمارس التضليل عليه بتقديم معطيات غير دقيقة".
وبعد أن دعا بن كيران، المعارضة لتفادي "الكذب"، وأن "تتوب إلى الله" في شهر رمضان، قال إن المعارضة "أخلفت الموعد مرة أخرى مع هذه اللحظة الدستورية، وهي تنصرف للهوامش والبهتان وتترك أدوارها الدستورية دون تفعيل". وسخر معلقا: "لو عارضت الحكومة التي أقودها لأحسنت ذلك من المعارضة الحالية".
واستهجن بن كيران، أثناء ردوده على انتقادات المعارضة الشديدة له، ما بلغه أمين عام حزب الاستقلال المعارض "من سخافات لا يصدقها مجنون، فكيف يقبلها عاقل"، على حد قوله، وذلك ردا على اتهام بن كيران من طرف أمين عام حزب الاستقلال بكونه، على علاقة بـ"داعش" و"الموساد" الإسرائيلي، وأنه هو المسؤول عن الفيضانات التي شهدتها دولة التشيك قبل زيارة بن كيران لها، وأيضا على احتجاجات ميدان تقسيم بتركيا التي اندلعت بهد زيارة رجب طيب أردوغان للمغرب، وهي اتهامات كان المسؤول الاستقلالي قد كالها لرئيس الحكومة على الهواء مباشرة، وسط سخرية الجميع.
وكانت فرق المعارضة خاصة الأولى منها عدديا (حزب الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والأصالة والمعاصرة) كالت اتهامات بالجملة لرئيس الحكومة الاثنين الماضي أثناء مناقشتها للحصيلة التي عرضها الأسبوع الماضي، ومنها أن الحكومة تتخفى بالمبادرات الملكية للتغطية عن "ضعفها"، كما جاء على لسان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، وأنها تمن على المغاربة بالاستقرار الذي يعرفه المغرب، كما ذهب لذلك مسؤول بحزب "لبام".
وتعليقا على أبرز ما ميز هذه الجلسة الساخنة، قال أحد أبرز البرلمانيين المثير للجدل بالمغرب، عبد العزيز أفتاتي، لـ"عربي21" إن أمين عام حزب الاستقلال مطالب مع هذه الفضائح المعلنة في وجهه بأن "يدفن نفسه"، أو أن يبادر حزب الاستقلال إلى إقالته، متأسفا لكون المعارضة "تنهج التضليل أسلوبا بما أفقدها المصداقية".
وحول دعوات عدد من المتتبعين لرئيس الحكومة إلى تحريك الدعاوى القضائية تجاه من يعتبرهم مفسدين بدل الاكتفاء بفضحهم، قال عضو لجنة الاقتصاد والمالية بمجلس النواب، إن مؤشرات فساد عدد من الرموز الحزبية هو حديث للخاص والعام، وأن رئيس الحكومة لا يخرج عن هذا الإطار داعيا من يتوفر على دلائل قوية للتوجه لأقرب وكيل للملك لمتابعة المفسدين.
وأكد عضو لجنة الصداقة المغربية الفلسطينية بمجلس النواب للموقع، أن المغرب يعرف ظاهرة غريبة تتعلق بوجود مؤشرات على فساد العديد من الشخصيات، لكنها ملفات تعوزها الدلائل، موضحا أن المستثمرين الذين يتعرضون للابتزاز ينقلون ذلك للمسؤولين، لكنهم لا يتوجهون للقضاء خوفا من الانتقام، مضيفا أن إثارة هذا النقاش من طرف السياسيين من شأنه تشجيع المبلغين بالتوجه للقضاء.
ودافع بن كيران بشدة عن الحصيلة المرحلية للحكومة التي يقودها، معتبرا إياها مشرفة وإيجابية على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما نوه بمستوى الانسجام والتعاون بين الأحزاب الأربعة المشكلة للأغلبية الحكومية، كما لم يفته ذكر العديد من المجالات التي أخفقت فيها الحكومة، ومنها موضوع الدعم المباشر للفئات الفقيرة، وأيضا ما يعرفه الإعلام العمومي من تخبط، والذي تأسف لكونه يبث السهرات والمسلسلات السخيفة في شهر رمضان، وفي الوقت الذي تواجه فيه غزة العدوان الإسرائيلي.