هل تقوم فصائل
المقاومة باستخدام المدنيين كدروع بشرية كما تدعي
إسرائيل عندما تقوم بضرب مواقع المدنيين في
غزة؟ سؤال طرحه مراسل صحيفة "اندبندنت" البريطانية في غزة، كيم زوةلا+
سينغوبتا من مدينة خان يونس.
وقال سينغوبتا: "ما كان بناية من ثلاثة طوابق تحولت إلى أنقاض غرقت وسط كتل إسمنتية وأسلاك كهربائية، وقتل 26 شخصا من عائلة أبو جامع جراء غارة جوية مميتة في هذا النزاع المميت.
وفي نفس الوقت الذي كانت فيه الهجمات تأخذ مكانها يوم الاثنين، خرج بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي ليتهم
حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية لتجميع "أجساد للتلفزيون من أجل قضيتها" حسب قوله.
ويضيف الكاتب "كانت هناك حالات يحاول فيها الإسرائيليون في ظل النزاع الحالي البحث عن أدلة يثبتون فيها صحة قولهم، فبعد أن هاجمت الطائرات مسجد الفاروق، قرب مخيم النصيرات، قام الجيش الإسرائيلي بنشر صور التقطت من الجو وأظهرت أن البناية استخدمت لتخزين الصواريخ، كما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عن اكتشاف 20 صاروخا في مدرسة مهملة تابعة لها مما يعتبر "انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، كما شوهدت الصواريخ وهي تنطلق بشكل منتظم من مناطق خالية قريبة من البيوت".
وهنا يتساءل الكاتب "هل يقوم المسلحون بوضع أنفسهم في مناطق المدنيين التي تعرضت للهجمات؟"، ويجيب: "في اليوم الذي تم فيه استهداف مسجد الفاروق، قام الجيش الإسرائيلي بهجوم جوي على بيت للعجزة في بيت لاهيا، مما أدى إلى مقتل اثنين من الساكنين فيه، وجرح أربعة آخرين. وزعم أحد جيران البيت أن أحد أعضاء حركة الجهاد الإسلامي وزوجته كانا يعيشان في منزل قريب من المكان ولكنه لم يقدم أسماء أو تاريخا".
وقالت جميلة عليوة (59 عاما)، -وهي عاملة في مجال الخدمة الاجتماعية، وهي التي أنشأت البيت قبل 24 عاما- للكاتب إن القصة غير صحيحة بتاتا "إذا كان لدى الإسرائيليين دليل على ذلك فدعهم يقدمونه علنا، فلم يكن هناك أحد من الجهاد الإسلامي أو حماس يسكن في المنطقة، ونحن لسنا منخرطين في السياسة". وفي الوقت نفسه قال الجيش الإسرائيلي إنه يقوم بالتحقيق في الحادث وحتى الآن لم يقدم أية معلومات. ويتساءل الكاتب: "هل قام مخبرون بتغذية الإسرائيليين بمعلومات غير صحيحة؟".
ويقول الكاتب إن "بعض الغزيين عبروا عن مخاوفهم من انتقاد حماس، لكن أيا منهم لم يقل إن الحركة أجبرته على البقاء في مناطق الخطر، أو التحول إلى درع بشري رغما عنه، ففي منطقة بني سهيلة، قرب خان يونس، حيث كانت عائلة أبو جامع تعيش تلقت العائلة ملصقات من الجيش الإسرائيلي ألقتها الطائرات تحذرهم وتطلب منهم المغادرة (..) لكن الجميع بقي في بيته لسبب واحد أن هناك العديد من عائلة أبو جامع شعروا بالأمان في بيوتهم والبقاء معا. وهناك سبب آخر قدمه عبدالله الدويش "أين نذهب؟ فبعض الناس انتقلوا من مناطق خارج خان يونس إلى المركز ومن ثم تعرضوا للغارات الإسرائيلية، وانتقل بعضهم إلى مدينة غزة، ولكنهم تعرضوا للغارات، فليست حماس التي تطلب منا ذلك، بل الإسرائيليون".
فلماذا يتم استهداف بيوتهم، خاصة بيت أبو جامع؟ لا نعرف، قال سعيد أبو جامع أحد اقارب العائلة الذي يسكن قريبا عندما سقطت القذيفة. ويقول: "كان توفيق، وهو رئيس العائلة يعمل في الشرطة، لكن لم يتم استهداف عائلته وحيِّه؟".
ويقول هناك 10 بنايات مدمرة في الطريق الذي يمتد مسافة نصف ساعة بالسيارة من خان يونس إلى الشجاعية، البلدة التي قتل من أبنائها 90 خلال 24 ساعة. وقامت عائلات تملك 6 بنايات بالانتقال للمنطقة من أجل الإقامة مع أقاربهم. والسبب وراء بقائهم في المنطقة أنهم لا يعرفون أي مكان آخر يذهبون إليه".
ويقول الكاتب إن الجميع أنكروا أن يكونوا قد تعرضوا للإكراه من حماس "لا أريد الخروج لأنني لا أستطيع عمل شيء حماس لا تستطيع عمله"، حسب نبيل المصري، مضيفا: "أعرف من تجربة الماضي أن الجنود الإسرائيليين لو دخلوا بيتا فارغا، فإنهم سيقومون بتدميره عن قصد، وحماس لا تستطيع منعهم من دخول بيتي، ولكن البقاء هنا يعني منع حدوث ذلك".
ويقول الكاتب إن بالإمكان اتهام حماس بالتواطؤ لأنها تطلب من الناس تجاهل التحذيرات الإسرائيلية باعتبارها حربا نفسية، وقد ذكر بعضهم هذا السبب وراء عدم خروجهم من بيوتهم.
وهناك من يناقش بالقول إن السبب وراء ذلك هو منع انتشار حالة الذعر بين 85.000 مواطن من الذين تركوا بيوتهم وازدحموا في المدارس التابعة للأمم المتحدة، حيث يسكن في الغرفة التي تستوعب عادة 30 طالبا 70 رجلا في مدرسة بيت لاهيا الإعدادية.
وتعاني العائلات من تدفق الأقارب عليها، مما يزيد من الأعباء اليومية، فياسر حامد وصل إلى بيته 6 من أقاربه إضافة إلى أولاده الأربعة، وهو يعمل في وزارة الصحة، وقد توقف راتبه، حيث قال لنا "أحضر الأقارب معهم بعض المال، لكنهم تركوا كل شيء، ونعيش على توفيري الذي لن يدوم طويلا، وبعد ذلك من يدري؟".
ويشير أهل غزة إلى عدم معرفة العالم بوضع القطاع، وأنه شريط ساحلي لا يتعدى طوله 25 ميلا، وهو محاط بالحدود الإسرائيلية المغلقة، ومصر في الجنوب التي أغلقت معبر رفح. ولا يوجد معبر بحري للغرب يمكن لأهل غزة السفر منه، ولهذا فالسفر خارج غزة عملية معقدة وطويلة.
تدَّعي مصر وإسرائيل أن حماس والجهاد الإسلامي تقومان بتصدير العنف إلى الخارج، لكن نسبة كبيرة من 1.7 مليون نسمة يعيشون في القطاع يتعرضون للعنف ويتأثرون به.