قال النائب
اللبناني السابق عن المقعد الشيعي في دائرة بعبدا، عاليه صلاح الحركة، إنّ المعارك تشتد يوما بعد يوم بين مقاتلي جبهة النصرة، ومقاتلي
حزب الله في منطقة
القلمون السورية المتاخمة للحدود اللبنانية في البقاع.
وأكد في حديث لموقع "جنوبية" أنّ الأيام الأخيرة شهدت اتساع رقعة اشتباكات إلى حدود المناطق اللبنانية البقاعية التي تقع على الحدود السورية.
وأضاف النائب الشيعي قائلا "مع اشتداد حدة المعارك على الحدود اللبنانية، يزداد معها بشكل ملحوظ عدد قتلى حزب الله، إذ انتشرت معلومات عن سقوط نحو 40 قتيلا وعشرات الجرحى في الأيام الأخيرة".
ونوه إلى أنّ اتساع رقعة الاشتباكات بين حزب الله وجبهة النصرة في
سوريا يزرع الخوف في صفوف اللبنانيين عموما والشيعة خصوصا، بعد التهديد من قبل جبهة النصرة بنقل المعارك إلى لبنان.
وشدد على أنّ الشيعة خصوصا يتخوفون؛ لأنهم هدف هذه التنظيمات وهذا يؤدي إلى زيادة قلق مناصري الحزب وتخوفهم، على فقدانهم شبابا في مقتبل العمر، في حرب لا يعرفون متى تنتهي وما هي نتائجها، على حد تعبيره.
وقال النائب "إنّ حزب الله فرض على الطائفة الشيعية وعلى اللبنانيين دخول الحرب السورية، بحجة محاربة المتطرفين الأرهابيين لمنعهم من الدخول إلى لبنان. فتقبل بعض أبناء الطائفة الشيعية قراره وناصروا دخول الحزب الحرب السورية، لكن نتيجة هذه الحرب التي يدفعها أبناء هذه الطائفة غالية جدا، من انتحاريين يفجرون أنفسهم في مناطقهم إلى خسارتهم عددا كبيرا من شبابهم".
ووصف النائب الجو الشيعي بعد ازدياد عدد قتلى حزب الله في الأيام الأخيرة، بالقول: "بدون شك دخول حزب الله الحرب السورية ليس موضع إجماع عند الطائفة الشيعية، لكن الحزب استطاع إقناع القسم الأكبر من الشيعة أن الحرب في سوريا هي حرب وقائية، وبسبب التزامهم الحزبي تقبلوا وأصبحوا مع دخول الحزب الحرب السورية".
وأضاف "في البداية كانت الخسائر لها وقع أكبر على الشيعة ولكنهم مع الوقت تأقلموا وأصبحوا يتحملون الخسارة، أما في القلمون فهناك فارق في رؤية المناصرين للحزب لسببين اثنين. الأول: أن الحرب طالت كثيرا، والثاني: زيادة عدد المقاتلين الذين يذهبون إلى سوريا بشكل كبير والتي جعلت الناس يمتعضون لأنها حرب بلا أفق ولا نتيجة".
وتابع "بالرغم من كل النتائج السلبية التي تطال الطائفة الشيعية بسبب تدخل حزب الله في سوريا، إلا أن قلة منهم يرفضون دخول حزب الله الحرب السورية وأنا منهم لأني غير مقتنع بكل الأسباب التي يبرر بها الحزب دائما دخوله إلى سوريا، والتي هي أسباب طائفية. لكن التعصب الطائفي عند الجميع يجعلهم لا يعارضون ما يقوم به الحزب".
ومع اشتداد حدّة المعارك في القلمون يتخوف اللبنانيون وتحديدا أبناء القرى الحدودية من اتساع دارة المعارك لتطال قرى وبلدات لبنانية. خصوصا ان المعارك تدور في جرود بلدات نحلة وعرسال. وهو أمر إن حصل فسيكون بمثابة شرارة الحرب الأهلية في ظل إصرار حزب الله على الغوص في المعارك السورية.
من الجدير بالذكر أنّ قيادة حزب الله اللبناني أصدرت أوامر لمقاتلي الحزب في سورية، لدخول منطقتي
عرسال اللبنانية والقلمون السورية، وتنظيفها من ما وصفتهم بـ"الإرهابين" في تلك المناطق، بحسب موقع "مسير أونلاين" الإيراني المقرب من الحرس الثوري.
وفي ذات السياق قال ناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، الثلاثاء، إن نحو 80 قتيلاً وجريحاً من عناصر حزب الله اللبناني سقطوا خلال أسبوع في كمائن نصبتها لهم قوات المعارضة على الشريط الحدودي مع لبنان بمنطقة القلمون بريف دمشق جنوبي سوريا.
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال عامر القلموني الناطق باسم الهيئة (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة) في القلمون، إن قوات المعارضة تمكنت من قتل نحو 40 عنصراً من حزب الله في كمائن نصبتها لهم منذ يوم الثلاثاء الماضي وحتى ظهر اليوم، أكبرها في بلدتي عسال الورد ورأس المعرة في منطقة القلمون الواقعة على الحدود بين سوريا ولبنان.
وأضاف القلموني أن نحو 40 عنصراً آخرين من الحزب أصيبوا أيضاً في الكمائن التي نصبتها قوات المعارضة، مرجحاً أن يكون عدد القتلى والجرحى أكبر من ذلك.
وأشار الناطق إلى أن مقاتلي المعارضة يسيطرون حالياً على مسافة 65 كلم من الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان بمنطقة القلمون، وهم يستخدمون وعورة الجبال لتنفيذ كمائنهم التي ينصبوها لمقاتلي الحزب الذي أوكله النظام السوري مؤخراً مهمة إدارة العمليات العسكرية ضد قوات المعارضة في المنطقة.
ولفت القلموني إلى أن قوات المعارضة أخذت تتبع مؤخراً أسلوب "الكمائن وحرب العصابات" في قتالها لقوات النظام وحزب الله في منطقة القلمون، بعد خسارتها مواقع هامة فيها خلال الأشهر الماضية.