أعرب السفير
العراقي في واشنطن عن استعداد بلاده لشراء مساعدات عسكرية من أية جهة كانت، روسية أو إيرانية. وقال السفير لقمان الفيلي: "علينا أن نختار ما هو متوفر" لمواجهة التهديد، مع أن الولايات المتحدة ستظل الخيار الأول للعراق لتزويده بالسلاح.
وكان الفيلي يتحدث أمام حضور في وقفية كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن، حيث قال إن العراق مستعد لشراء السلاح من إيران، مع أن عمليات الشراء محظورة بسبب العقوبات الدولية على طهران، ولكنه قال: "سنفعل هذا حتى لو وجدنا تعاونا من أماكن أخرى".
وأدى تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لتشديد حدة الخلاف بين واشنطن وبغداد حول تقديم الدعم العسكري للجيش العراقي. فالإدارة الأمريكية تقوم ببيع العراق مقاتلات ومروحيات، ولكن الصفقات ليست كبيرة وسريعة كما يريد العراقيون. وستزود الولايات المتحدة العراق بمقاتلات أف-16 ومروحيات أباتشي ولكنها لن تصل إلا بحلول الخريف المقبل، ويجب تدريب الطيارين العراقيين قبل استخدام الطائرات.
وأشارت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" التي نقلت الخبر إلى ما قامت به روسيا يوم الأحد من تزويد العراق بـ 12 مقاتلة من نوع سوخوي، وهو تحرك يظهر استعداد العراق لشراء السلاح من أي مكان.
وأرسل الرئيس باراك أوباما 750 مستشارا عسكريا لبغداد للتحضير في مواجهة المتشددين من تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الرئيس الأمريكي يتحرك بنوع من الحذر. ويقول الفيلي، إن العراقيين مقتنعون بجدية الولايات المتحدة وتعاملها مع الخطر الذي يمثله المتشددون، مشيرا إلى أن العراق اشترى
أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار من أمريكا.
وقال الفيلي "حاولنا دائما المقاومة، ولكن الوضع على الأرض يجبرنا على الحصول على دعم من جيراننا". وزادت كل من طهران ودمشق وموسكو في الأيام الأخيرة من جهودها في دعم رئيس الوزراء العراقي نوري
المالكي الذي يواجه إمكانية تقدم قوات الدولة الإسلامية نحو بغداد. وقامت المقاتلات السورية بضرب مواقع للمقاتلين على الحدود بين البلدين، فيما زودت روسيا المالكي بالطائرات، أما إيران فقدمت له القوات والمستشارين العسكريين، السلاح والدعم المالي. وتواصل إدارة أوباما النقاش حول القيام بهجمات عسكرية ضد داعش.
وقال الفيلي "بسبب الوضع الحرج على الأرض"، فاشتراط إدارة أوباما المساعدات تنحي المالكي عن السلطة خطأ. وأضاف "لا تضعوا شروطا"، "فالمخاطر قريبة والتهديد مهم جدا أكثر من التفكير بالشروط". وأضاف أن عملية تزويد أمريكا العراق بالسلاح لا تستجيب للتهديد المباشر الذي يواجهه العراق.
وعن توسيع الحكومة والتشارك فيها وعد الفيلي بحل المشاكل في الوقت المناسب.
ويؤكد محللون على أن عناصر "داعش" -التي يزعم أنها تسيطر على الموصل- تمثل جزءا ضئيلا فقط من مكوّن سني كبير مشارك فيما اعتبروه "ثورة عراقية" أقامتها الطائفة السنية ضد سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "التعسفية"، في الوقت الذي يعزون فيه إصرار المالكي على نسب كل ما يجري لتنظيم داعش إنما ليحصل على تأييد ودعم دوليين، حال قرر شن حملة مضادة كبيرة ضد معارضيه بحجة القضاء على الإرهاب.