ذكرت صحيفة "
فايننشال تايمز" البريطانية أن
تركيا لم تعد تمانع بولادة
دولة كردية على حدودها الجنوبية. وقالت إن "الحزب الحاكم في تركيا قد أظهر اشارات عن استعداده لقبول دولة كردية مستقلة في شمال العراق، في تحول تاريخي من قبل واحدة من الدول الثقيلة الوزن في الشرق الأوسط".
ونقلت عن المتحدث باسم حزب التنمية والعدالة الحاكم في أنقرة حسين شيلك قوله "في الماضي كان موضوع الدولة الكردية المستقلة سببا للحرب (لتركيا) ولكن لا أحد لديه الحق لقول لا الآن". وأضاف "وحتى ذكر كلمة "
كردستان" في تركيا تثير استفزاز الناس، ولكن اسم دولتهم كردستان"، وقال "في حالة تقسيم العراق فمن الحتمي أن تكون هناك دولة، وهم إخوتنا، ولسوء الحظ، فالوضع في العراق ليس جيدا والظاهر أنه سيقسم".
وتقول الصحيفة أن أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي أخبر أيضا في الإسبوع الماضي جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي أن إنشاء دولة كردية مستقلة هو نتيجة معروفة سلفا.
وتقول الصحيفة إن الحفاظ على وحدة التراب العراقي كان واحدا من أعمدة السياسة الخارجية التركية، لأن تركيا تعيش فيها أقلية كبيرة من الأكراد وبسبب الحركة الكردية الإنفصالية.
ولكن تركيا برزت في السنوات الأخيرة كداعم رئيسي لحكومة كردستان الإقليمية في العراق التي تحالفت معها سياسيا واقتصاديا.
ودولة كردية يمكن أن تكون حاجزا لتركيا عن التنظيمات الإسلامية خاصة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والتي يتعامل معها المسؤولون الأكراد كتهديد خاصة أن داعش قام باختطاف 80 تركيا منهم القنصل التركي في الموصل.
ويبلغ طول الحدود التركية مع العراق حوالي 300 كيلومتر ومع سوريا تقريبا 900 كيلومتر حيث يسيطر على داعش على مناطق فيها.
وفي تصريحات قوية لم يحمل تشيلك نوري المالكي لتمزق العراق وتفككه بل والولايات المتحدة والأمريكيين "الذين لم يجلبوا السلام، الإستقرار، الوحدة بل خلفوا وراءهم فوضى، أرامل وأيتام، وأنشأوا كتلة شيعية للجنوب من بلدنا".
وعبر المسؤول التركي عن قلقه حول الرهائن في العراق- بمن فيهم دبلوماسيين وقوات خاصة وسائقي شاحنات- والذين يمكن أن يستخدمهم داعش كدروع بشرية حالة تعرضه لهجوم".
وأضاف أن الإستقلال الكردي ليس "اختيار تركيا الأول" في تعليقات تتطابق مع ملاحظات عدد من الدبلوماسيين الدوليين، فبحسب دبلوماسي أجنبي "لا يريد الأتراك تشجيع الإستقلال ويحذرون من تحركات متسرعة، ولكن لو حدث فتركيا ستتعايش معه" ملاحظا أن زيارة جون كيري لإربيل عاصمة كردستان جاءت هذا الإسبوع لدفع المسؤولين الأكراد للبقاء داخل العراق. ويضيف أن الأتراك يتعاملون مع الوضع "إن حدث، فسيكون الأكراد في مجال تأثيرهم وتحت سيطرتهم".
وتعتبر تركيا من أكبر المستثمرين الأجانب في حكومة كردستان الإقليمية، ولدى تركيا حصة في حقول النفط والغاز الكردية والتي تأمل أن تساعدها في الوفاء باحتياجاتها من الطاقة. وتسيطر أنقرة على الخط الرئيسي لنقل النفط الكردي للأسواق الغربية- الخط الذي يربط كردستان بميناء شيهان.
وفي تعليقات سابقة، قال مصطفى كوتش، رئيس وكوتش هولدينغ، وهي كبرى الشركات التركية التي تملك مصفاة النفط التركية الوحيدة حيث قال إن شركته تتعرض "لضغوط كبيرة" من أنقرة وحكومة كردستان الإقليمية لشراء النفط الكردي، ولكنها لا تستطيع في الوقت الحالي حتى لا تتأثر مشترياتها من بغداد.
ويأمل الأتراك أن تؤدي قيام علاقات جيدة مع حكومة كردستان الإقليمية لتخفيف التوتر في داخل المناطق الكردية في تركيا والتي تأمل ان تحلها من خلال المحادثات مع حزب العمال الكردستاني – بي كي كي- ومضت الحكومة التركية هذ الإسبوع من أجل تمرير تشريع في البرلمان للعو عن المقاتلين الأكراد.
وعلى الرغم من مخاوف تركيا في السنوات الماضية من منطقة الأكراد الذين يعيشون في سوريا وإيران الذين قد يتجمعون لتشكيل كردستان الكبرى إلا أن بي كي كي لم يعد يهدف للحصول على الإستقلال.