اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور نائل موسى أن انضمام الكيان
الإسرائيلي لنادي
باريس الاقتصادي يعطيه نوعا من القوة وإمكانية "إعادة جدولة
ديون الدول النامية"، ومنها القضايا المالية للفلسطينيين.
وانضمت إسرائيل إلى نادي باريس الاقتصادي الذي يقوم بمساعدة الدول الفقيرة من خلال تخفيف أعباء ديونها وجدولتها، لتصبح العضو العشرين في هذه المجموعة المؤلفة من أغنى بلدان العالم.
واحتفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهذا الانضمام ووصفته بـ"الإنجاز".
ومن جهته، عزا وزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، انضمام إسرائيل إلى "متانة اقتصادها".
وأوضح موسى لـ"عربي21" أن "إسرائيل ستكون فاعلة في نادي باريس الاقتصادي، وسيكسبها ذلك قوة، فالنادي يقوم بجدولة وإدارة الديون لدول العالم المقترضة، وسيكون لها تأثير في إعادة جدولة الديون للدول النامية، وستقوم بمزيد من الابتزاز لهذه الدول، وخاصة الدول العربية التي تقع ضمن جدولة نادي باريس الاقتصادي".
وأضاف أن ذلك يجعلها تتحكم في كثير من الأحيان بالمساعي الفلسطينية التي استطاعت بالوقت الحالي أن تحصل على هذه الديون، "فمن الممكن أن تبتز إسرائيل بشكل غير مباشر الدول التي تسعى إلى إنقاذ فلسطين، في هذه الحالة إسرائيل لها دور رسمي في إمكانية تحويل هذه القروض أو القبول بها أو عدم القبول".
وأضاف: "في الواقع العملي ستزداد قضية التحكم الإسرائيلي في القضايا المالية الفلسطينية".
وسبق انضمام إسرائيل إلى نادي باريس، اختيارها لتكون أحد نواب رئيس اللجنة السياسية الخاصة بمكافحة الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، بترشيح من قبل المجموعة الإقليمية لغرب أوروبا ودول أخرى والتي ترأسها بريطانيا وتضم في عضويتها دولا من خارج القارة الأوروبية.
ووجد هذا الاختيار عاصفة من الانتقادات، خاصة أن هذه اللجنة تتعامل مع قضايا مثل حقوق الإنسان واللاجئين الفلسطينيين، ويتم فيها بحث القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي كذلك مطالبة بالتحقيق في انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي ولحقوق الإنسان وتقديم تقارير للجمعية العامة.
وكانت المجموعة الإسلامية والعربية عقدت اجتماعات مع المجموعات الإقليمية الأخرى لوقف هذا الترشيح، ولكن الإجراءات الخاصة باختيار نواب رؤساء اللجان لا تتيح وقف الترشيح.
ويرى موسى أن اختيار دولة الاحتلال لهذا المنصب أمر مثير للسخرية، مضيفا: "الكل يعلم أن آخر استعمار على وجه الأرض هو الاستعمار الإسرائيلي، وبالتالي عندما تدخل إسرائيل هذه اللجنة فهذا يعني السخرية بالمؤسسات الدولية، وهو نوع من المنع أو الإيقاف لأي قرارات ضدها".
يشار إلى أن إسرائيل حتى بداية القرن الحالي لم تكن ضمن أي مجموعة جغرافية، حيث رفضتها مجموعة آسيا، واتخذت مجموعة غرب أوروبا قرارا بضمها بشكل مؤقت لتسيير أعمال المنظمة الدولية، كما أنها انتخبت ثلاث مرات كنائب لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أعوام 2000 و2009 و2012.
ويرى محللون أن الخطوة القادمة التي قد يقدم عليها الكيان الإسرائيلي هي السعي إلى عضوية بمجلس الأمن الدولي.