قال موقع "ديلي بيست" الأمريكي، إن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) على الأردن، قد يدفع الأخير لطلب المساعدة من حليفين لا يحظيان بشعبية في المنطقة وهما؛ أمريكا وإسرائيل.
وأكد مراسل شؤون الأمن القومي في الموقع، إيلي ليك، أن هذا (طلب الأردن المساعدة) ما تعتقده إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خاصة بعد سيطرة التنظيم على عدة مدن وبلدات عراقية قريبة من الحدود الأردنية.
ويقول التقرير إن داعش عينه على الأردن أيضا، ويقوم أتباعه بإرسال تغريدات وصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويزعمون أن مدينة معان في جنوب الأردن أصبحت تابعة لهم.
وينقل الكاتب عن مسؤولين قولهم إن هجوما من داعش على الأردن سيزيد من تعقيد النزاع ويجعله مثل الكابوس.
ويؤكد المسؤولون أن الأردن لو تعرض لتهديد حقيقي من داعش فإنه بالتأكيد سيقوم بطلب المساعدة من
إسرائيل وأمريكا في الحرب التي تغرق المنطقة.
وبحسب سناتور في الكونغرس الأمريكي، فإن "ما يثير القلق هو عدم قدرة الأردن دفع هجوم شامل من داعش على أراضيه في هذه المرحلة".
وقال سناتور آخر ممن اجتمعوا مع مسؤولين أمريكيين وسألوهم حول موقف القادة في الأردن وماذا سيفعلون لو واجهوا تهديدا حقيقيا من داعش، وكان الجواب "سيطلبون من إسرائيل والولايات المتحدة تقديم ما يمكنهم تقديمه".
ويعلق الكاتب أنه في حالة جر داعش لحرب إقليمية فستكون المنطقة مكانا غريبا. ففي العراق وسوريا تقوم إيران، عدو إسرائيل اللدود، بقتال داعش. فيما استخدمت إسرائيل مقاتلاتها الجوية لقصف مواقع حزب الله حليف إيران في لبنان.
وفي حالة أجبرت إسرائيل على قتال داعش فستصبح بطريقة فعلية حليفا لإيران في المعركة.
ويظل الأردن حليفا قويا لإسرائيل فهو واحد من بين دولتين عربيتين (مصر) عقدتا معاهدات سلام مع إسرائيل. وتقوم القوات الأردنية المسلحة بتوفير الحراسة للضفة الشرقية من نهر الأردن، ويتشارك البلدان في المعلومات الأمنية حول الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وفي الوقت الحالي فالشيء الوحيد الذي تشترك فيه إسرائيل وإيران هو أن التدخل العسكري في العراق يظل محفوفا بالمخاطر. فقد طلب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي عدم التدخل في العراق، فيما نصح بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي واشنطن بعدم تقديم وعود لطهران في المحادثات النووية بشكل يقود إلى التعاون في العراق، ونصيحة نتنياهو هي إضعاف الطرفين.
ولكن الدبلوماسيين الإسرائيليين أخبروا المسؤولين الأمريكيين أن إسرائيل مستعدة للقيام بعمل عسكري كي تنقذ المملكة الهاشمية.
وبحسب توماس أندرسون، منسق التهديدات العابرة للحدود في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، فأن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتبر بقاء العائلة المالكة أمرا متعلقا بأهداف الأمن القومي، وقال "أعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة ستتعاملان مع التهديد الجوهري للأردن على أنه تهديد لهم وستقدمان كل الرصيد المناسب للأردنيين".
ويقول ساندسون الذي عمل متعهدا في وكالة الإستخبارات الدفاعية، أن هذا الرصيد سيشمل على الطيران الجوي، والمصادر الأمنية. ولكنه أكد أن أي شيء ستقدمه أمريكا وإسرائيل للأردن سيكون موجها لمواجهة التهديد الذي يمثله داعش. وهنا "فمن غير الممكن استبعاد إرسال قوات برية من إسرائيل والولايات المتحدة، ولكنه السيناريو الأقل احتمالا، وحتى يحدث هذا فيجب أن تكون عمان محاصرة".
وفي الوقت الذي يقدر فيه خبراء الأمن عدد المقاتلين المنتظمين رسميا في داعش بما بين 3.000 – 5.000 مقاتل إلا انه يظل تنظيما قويا وفي حملاته العسكرية في العراق وسوريا جمع ملايين الدولارات ومعدات عسكرية متقدمة.
ويضاف لهذا فقوات العمليات الخاصة الأردنية تعتبر مهنية حسب الخبراء العسكريين، فقد واجه الأردن تهديدات منذ عام 1946.
ونقل عن دانا داوود، المتحدثة باسم السفارة الأردنية في واشنطن قولها إن القوات العسكرية والأمني الأردنية قادرة على مواجهة تهديد داعش "فنحن نسيطر وبشكل كامل على حدودنا، والقوات المسلحة الأردنية على أهبة الإستعداد"، وأضافت "أتخذنا كل الأجراءات الإحترازية، وحتى الآن لم نلاحظ أي تحركات غير عادية، وفي حالة حدوث تهديدات لأمننا او تقترب من حدودنا فستلاقي ردا حاسما من القوات المسلحة". وكان الأردن قد أغلق معبرا حدوديا بين الأردن والعراق.
ونقل عن النائب الديمقراطي آدم شيف والذي يتراس بشكل مشترك مجموعة أصدقاء الأردن في الكونغرس قوله في مقابلة إن تهديد داعش للأردن قد يجر الولايات المتحدة للنزاع ولكنه قال إنه يثق بقدرة الجيش الأردني أكثر من ثقته بالجيش العراقي. "لا اعتقد أن القوات الأردنية صفا وقيادة ستنهار كما انهار العراقيون"، وأضاف أن "السياق مختلف في الأردن، وحالة اقتضت الحاجة فبإمكانهم التصدي لداعش".
ويقول التقرير إن الأردن تحول في العقدين الماضين لأهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، فبعد خروج الامريكيين من العراق 2011 ولم يعد لديه قواعد عسكري هناك برز الأردن كأهم قاعدة للمخابرات الأمريكية في المنطقة. وتقوم سي أي إيه بتدريب المعارضة السورية في قواعد داخل الأردن.
وفي العام الماضي نشرت الولايات المتحدة صواريخ باتريوت وأسطول من مقاتلات أف-16 في الأردن ووحدة عسكرية تعرف باسم "القيادة المركزية- الوحدة الأمامية في الأردن"، ويقود الوحدة الجنرال دينيس ماكين والذي يقوم بتنظيم خطة الدفاع عن الأردن، ويقول المتحدث باسم مكتب وزير الدفاع القائد بيل سبيكس"يعتبر الأردن الحليف القريب للولايات المتحدة، وعبرنا عن قلقنا ومنذ وقت طويل حول انتشار العنف عبر الحدود"، وأضاف "نحن ملتزمون بدعم أمن الأردن وتقييم الوضع باستمرار ومعرفة احسن الطرق لمساعدة أصدقائنا في المنطقة".