أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "جون كيربي"؛ أن مجموعة تتكون من 90 عسكرياً أمريكياً وصلت إلى بغداد؛ للمساعدة في إنشاء مركز عمليات خاصة في العاصمة العراقية.
وقال كيربي - في مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء -: "إن تلك المجموعة ستنضم إلى مجموعة من حوالي 40 موظفاً أمنياً؛ كانت الإدارة الأمريكية قد أرسلتهم في وقت سابق للمساهمة في تأمين السفارة الأمريكية في بغداد".
وأضاف كيربي أن 4 فرق يبلغ مجموع أفرادها حوالي 50 شخصاً؛ ستصل إلى العراق خلال الأيام القليلة المقبلة. كما أفاد أن قراراً سيُتخذ في وقت لاحق؛ بشأن إنشاء مركز ثانٍ للعمليات الخاصة شمال العراق.
وأشار كيربي إلى أن مهمة تلك الفرق الأمنية الأمريكية؛ تتمثل في تقييم مدى جاهزية قوات الأمن العراقية، والتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، والوضع الميداني، بالإضافة إلى تقديم المشورة فيما يتعلق بأفضل طرق تقديم المساعدة للجيش العراقي.
ولفت كيربي إلى قيام الطائرات العسكرية الأمريكية بما بين 30 إلى 35 طلعة استكشافية فوق العراق يومياً، مؤكداً سعي وزارة الدفاع الأمريكية قدر الإمكان؛ إلى إطلاع الجانب العراقي على نتائج تلك الطلعات. وقال كيربي -رداً على سؤال أحد الصحفيين- : " إن تلك الطلعات تستخدم فيها طائرات بطيار وبدون طيار ".
وكان الرئيس الأمريكي، "باراك أوباما"، قد أعلن الأسبوع الماضي؛ عزمه إرسال 300 مستشار عسكري أمريكي إلى العراق، وتأسيس مركزي عمليات مشتركة في بغداد وشمال العراق.
المسلحون سيحتفظون بأراضي شمال العراق
في سياق متصل قال مسؤول في المخابرات الأمريكية إن المسلحين السنة قادرون على الاحتفاظ بالمناطق الشاسعة التي سيطروا عليها في شمال العراق وغربه ما لم تشن الحكومة في بغداد هجوما مضادا كبيرا.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي سيطر على مدينة الموصل في الشمال في العاشر من يونيو/ حزيران ويتقدم منذ ذلك الحين دون أي مقاومة تذكر نحو بغداد هو في أقوى حالاته "منذ سنوات".
وأضاف أن التنظيم يخاطر بفقد السيطرة إذا ما توسع بسرعة كبيرة.
وتابع المسؤول أن التنظيم لا تعوزه الأموال والسلاح بعد أن نهب معدات عسكرية في سوريا والعراق وجمع أموالا من خلال عمليات خطف وسرقة وتهريب وابتزاز بما في ذلك فرض "ضريبة على الطرق" في الموصل.
ولكن المسؤول شكك رغم ذلك في صحة تقارير إعلامية تفيد ان إيرادات التنظيم ارتفعت إلى مئات الملايين من الدولارات وأشار الى أن غنائمه في الموصل لم تتجاوز "ملايين" الدولارات.
وذكر المسؤول أن التنظيم عزز قدرته على السيطرة على الاراضي والاحتفاظ بها بتكوين تحالفات مع عشائر وشخصيات دينية سنية في المنطقة وتجنيد السكان المحليين في صفوفه.
ولكن بعض التحالفات المحلية تظل هشة. وتسببت سياسات التنظيم في سوريا وممارسته العنف العشوائي في رد فعل عنيف هناك، وإدانة من تبقى من القيادة المركزية للقاعدة التي تبرأت منه وتبنت جبهة النصرة الذراع الرسمية لها في سوريا.
وتقدر وكالات المخابرات الأمريكية أن تنظيم القاعدة دفع بأكثر من عشرة آلاف مقاتل وأن ما بين ثلاثة آلاف وخمسة اآاف يقاتلون في العراق والباقي في سوريا. ويقول مسؤولون إن من الصعب تقدير عدد الأجانب بين مقاتلي التنظيم في العراق حاليا.
ويقول محللون إن عناصر "داعش" تمثل جزءا ضئيلا من مكوّن سني كبير مشارك فيما اعتبروه "ثورة عراقية" أقامتها الطائفة السنية ضد سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "التعسفية"، في الوقت الذي يؤكدون فيه أن إصرار المالكي على نسب كل ما يجري لتنظيم داعش إنما ليحصل على تأييد ودعم دوليين حال قرر شن حملة مضادة كبيرة.