قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن بلاده "منفتحة للحديث مع إيران بشأن أحداث العنف التي تشهدها العراق"، مشيراً إلى ان الوضع الأمني في العراق يزاد سوءاً.
وأوضح كيري في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، أن بلاده لا تستبعد إمكانية التعاون العسكري مع إيران لإيقاف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، لافتاً أن استخدام طيارات بدون طيارات هي إحدى الخيارات الجيدة.
وأضاف كيري أن واشنطن "مستعدة للحديث مع طهران إذا ساهمت في إنهاء العنف في المنطقة والاستقرار في إدارة العراق"، مبيناً أن أن أي اتصال مع إيران سيتم "خطوة بخطوة وبالتدريج".
وكان
كيري قال اليوم الاثنين إن بلاده تدرس توجيه ضربات جوية لمساعدة الحكومة
العراقية في التصدي للمسلحين.
وسئل كيري في مقابلة مع "ياهو نيوز" عن احتمال توجيه ضربات جوية فقال "إنها لا تشكل الجواب الكامل.. ولكنها قد تكون أحد الخيارات المهمة."
وأضاف "حينما يكون هناك أناس يقتلون ويغتالون في هذه المذابح الجماعية.. ينبغي أن نوقف ذلك. وينبغي أن نفعل ما يلزم سواء عن طريق الجو أو غير ذلك."
وفي وقت سابق يوم الإثنين قال مسؤول أمريكي كبير إنه قد يجري ترتيب محادثات بين مسؤولين من الولايات المتحدة وإيران على هامش محادثات أخرى في فيينا هذا الأسبوع.
وتجيء تصريحات كيري في الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة كيفية الرد في حين يواصل مسلحون سيطرتهم على أجزاء مهمة من العراق.
وخلال المقابلة وصف كيري العراق بأنه شريك استراتيجي في الشرق الأوسط وقال إن بلاده "ملتزمة بشدة بوحدة أراضي العراق كدولة."
وأضاف "هذا أمر حيوي في النهاية لاستقرار المنطقة ككل."
ودعا كيري أيضا حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لأن تكون أكثر شمولا للطوائف المختلفة لكنه لم يصل إلى حد المطالبة باستقالته قائلا إن هذه مسألة ترجع للشعب العراقي.
وتابع بقوله "لا أعتقد أن على الولايات المتحدة أن تصدر تعليمات أو أوامر. ولا أعتقد أن أي بلد عليه أن يفعل ذلك."
ومضى قائلا "نؤكد أن على رئيس الوزراء المالكي وحكومته أن يسعيا بشكل أفضل للتواصل مع كل الكيانات الممثلة في العراق وإجلاسها على الطاولة. هذا لم يحدث بالقدر الكافي."
وكثفت الولايات المتحدة من الإجراءات الأمنية حول سفارتها في بغداد وأجلت بعض العاملين. وقال كيري يوم الإثنين إنه لا يعتقد أن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام سيسيطرون على بغداد في المستقبل القريب على الأقل.
وأضاف "لكن يظل هذا معلقا على القرارات التي تتخذ خلال الأيام القليلة القادمة" من جانب الولايات المتحدة وحكومة المالكي وآخرين.
وقال كيري "أنا واثق تماما من توافر الأمن الذي نحتاجه لسفارتنا."
إلى ذلك قال البرلماني العراقي السابق عباس البياتي، اليوم الاثنين، إن قضاء تلعفر (شمالي البلاد) لم يسقط "بشكل كامل" بيد العناصر المسلحة، وأن هناك تعزيزات عسكرية وصلت للقضاء عن طريق مطارها الذي مازال بقبضة القوى الأمنية.
وأوضح البياتي، وقيادي بائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، إن التعزيزات وصلت إلى مطار تلعفر، الذي يبعد 10 كيلومترات عن القضاء، والآن تخوض قوات الجيش مدعومة بمتطوعين معارك ضد المسلحين.
ويعد قضاء تلعفر نقطة اتصال بين مدينة الموصل من جهة، والحدود السورية من جهة أخرى.
ويشكل التركمان حاليا ما بين 5 إلى 6 % من التركيبة السكانية للعراق، البالغ حوالي 30 مليون نسمة، ويتوزعون في 4 محافظات هي كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين ومحافظات إقليم شمال العراق.
ودشن مسلحون من العرب السنة، الثلاثاء الماضي، عملية عسكرية، سيطرت بها على عدد من المدن في عدة محافظات بينها، نينوى وصلاح الدين شمالي البلاد، فضلا عن ديالي (شرق) والأنبار (غرب).
ويصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك الجماعات بـ"الإرهابية المتطرفة"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.