قال رئيس النظام السوري بشار
الأسد إن التقارب
الإيراني الأمريكي لن يغير من موقف طهران تجاه نظامه، وإن الغرب لن يستطيع أن "يفعل أكثر" لتغيير المعادلة في
سوريا، مشيرا إلى أن مؤتمر "جنيف" انتهى ولا فائدة من الحوار مع "معارضة الخارج" لأنها أصبحت بعيدة عن الواقع.
وفي حديث صحفي نشرته جريدة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، اليوم الأربعاء، أكد الأسد على أن الدعم الروسي والإيراني لنظامه "مازال مستمراً وسيبقى"، متهما السعودية بـ"الخضوع للإملاءات الأمريكية".
وأضاف أن "الحليف الإيراني يدرك أن الحرب على سوريا تستهدفه أيضاً لأنها تستهدف كل خط المقاومة وداعميها"، حسب قوله.
واعتبر أن التقارب الإيراني الأمريكي لن يغير من موقف طهران تجاه النظام السوري "فهو صامد في موقفه أكثر مما يعتقد البعض، وإنما أمريكا والغرب هم الذين بدؤوا يرسلون إشارات تغيير"، لم يوضحها.
ورأى رئيس النظام أن الغرب "لن يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل لتغيير المعادلة"، لافتا الى أن "الأسلحة الفتاكة وغير الفتاكة متوفرة عند المسلحين الإرهابيين منذ فترة طويلة بما فيها مضادات الطائرات".
وقال إن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين "يحاولون التواصل معنا، لكنهم لا يجرؤون بسبب لوبيات تضغط عليهم"، لم يبيّنها، معتبراً أن الأمريكيين "أثبتوا أنهم أكثر عقلانية من الفرنسيين رغم اشتراك الجميع بالتآمر... وكل من تآمر يرحل وسوريا باقية ومنتصرة بكل أطياف شعبها وجيشها".
وعن دعم موسكو لنظامه، أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "كان ولا يزال يدعم الموقف السوري لإدراكه بأن ما تعرضت له سوريا ليس نتيجة غضب شعبي، وإنما لرغبة دول خارجية بتدمير دورها، رغم خرق هذه الدول لكل القوانين الدولية وحقوق الناس".
ورأى أن بوتين يريد عبر دفاعه عن سوريا "ليس فقط تأكيد أواصر التحالف القوي بيننا ولكن أيضاً إعادة التوازن إلى نظام عالمي عاش منذ تفكك الاتحاد السوفييتي حتى انتخاب بوتين تحت لواء أحادية القطب المعقودة لأمريكا وحلفائها من الغرب الأطلسي".
وعن المواقف السعودية تجاه نظامه، قال الأسد إن "الإملاءات الأمريكية تختلط مع الحقد الشخصي، فينتج هذا الموقف العدائي من السعودية".
أما بالنسبة لقطر، فقال إنها "لا تزال تدعم وتموّل المسلحين، لكنها تسعى الآن الى التقارب مع إيران، وتعرب عن استعدادات لتغيير شيء من موقفها"، داعيا الدول التي "تدعم الإرهاب" لإيقاف هذا الدعم (دون أن يسميها).
وقال الأسد إن مؤتمر "جنيف 2" في جولتيه الأولى والثانية (يناير/ كانون الثاني، فبراير/ شباط الماضيين) "انتهى لأن الظروف تغيرت.. والنصر في نهاية المطاف لنا"، مشيرا إلى أن الحوار بين السوريين أنفسهم "وثقافة الحوار وتعويد الناس على الحوار مع الآخر باتت عناوين المرحلة".
إلا أنه اعتبر أن الحوار مع "معارضة الخارج" لن يقدم شيئا "لأنها ببساطة لم تعد تمون على شيء، ليست لها علاقة لا بالناس ولا بالأرض، بيعت لها أوهام من دول غربية وعربية فباعت الناس أوهاماً، جاءت الانتخابات لتعرّيها، ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها، والناس قالوا رأيهم وعلينا احترامه".
وقال إن الرهان على قدرة الشعب السوري لضرب "جذور المؤامرة" مازال موجودا، معتبرا أن الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها لولاية ثالثة "تؤكد أن الناس لم تتغيّر رغم الإعلام والتجييش والتكفير والإرهاب والتآمر الخارجي".
وأكد الأسد أن نظامه تمكن من "إيقاف المؤامرة" على الصعيد الاستراتيجي، وأن "الدولة" ستنتصر حتى ولو تطلب الأمر وقتاً للقضاء على كل الإرهابيين، مشيرا إلى أن تحديد وقت لنهاية الحرب "غير منطقي الآن".
ورأى أن "القيادة والجيش والشعب صاروا على يقين مطلق بأن النصر آتٍ"، مضيفا أنه "حين تنتصر سوريا فإن العرب جميعاً والمقاومة يكونون قد أوقفوا أحد أخطر المشاريع على منطقتهم".
واتهم الأسد المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي، الذي استقال من منصبه مايو/ أيار الماضي، أنه "لم يكن يوماً وسيطاً نزيهاً"، مشيرا إلى أنه في ثالث لقاء بينهما في ديسمبر/ كانون الأول 2012 جاءه "ناصحاً بالتنحي".
وأضاف أن "ثمة شكوك تصل إلى أسباب التعيين الدائم للإبراهيمي في المنظمة الدولية، حيث أنه لا يمكن لعربي أن يحتل مثل هذه المناصب طويلاً من دون رضى أمريكي، ولا يمكن لأمريكا أن ترضى على من يكون صديقاً لدولة مقاومة كسوريا".
وعن دعم حزب الله لنظامه من خلال القتال إلى جانبه علنا منذ مطلع العام 2013، قال الأسد إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "لم يعبّر يوماً سوى عن تعاطف ودعم لن تنساه سوريا ولا السوريون.. وما يراه السيد في لبنان نراه".
وأيد الأسد ترشح وانتخاب الحليف المسيحي الأبرز لحزب الله في لبنان العماد ميشال
عون، "الرجل النزيه والشريف والوطني وغير الطائفي"، لرئاسة الجمهورية في لبنان، مؤكدا أن نظامه "لا يتدخل في شأن أي دولة عربية".